أدمغة صغيرة فخّهها الحوثي بالطائفية

تقارير - Thursday 24 February 2022 الساعة 07:12 am
صنعاء، نيوزيمن، محمد يحيى:

قنابل متفجرة يعمل الحوثي على تفخيخها منذ انقلابه على السلطة في خريف 2014، سينتج عنها خلال سنوات قليلة كارثة حقيقية تهدد مستقبل اليمن، من خلال جيل تم تعبئته طائفياً، يقاتل من أجل عودة مشروع الإمامة، متأثرًا بأداة التعبئة الطائفية، بعد أن غَيَّر الحوثيون المناهج التعليمية، وعملوا على تشويه الرموز الوطنية والذاكرة اليمنية، وفرضوا مناهجهم الطائفية التي تُروِّج للكهنوت باعتباره دينًا إلهيًّا، بهدف إعادة صياغة الذاكرة الوطنية لأجيال بأكملها.

وتعمل مليشيا الحوثي الإرهابية منذ سيطرتها على المؤسسات التعليمية، على استهداف عقول الأطفال والشباب، وتفخيخها بالأفكار الحوثية الطائفية، وغسل أدمغتهم بمناهج أيديولوجية متطرفة، ما يُخرج أجيالًا موالية لهم ومؤمنة بمعتقداتهم، يحولونهم لجنودٍ في معاركهم وحروبهم.

وقامت المليشيا الموالية لإيران بتغيير وتعديل المناهج الدراسية في مناطق سيطرتها، بإضافة دروس طائفية ضمن مقررات بعض المواد، وتعديل مناهج التربية الإسلامية والسيرة النبوية وحتى اللغة العربية وبقية مقررات الفصول الدراسية.

وتمكنت جماعة الحوثي من السيطرة على قطاع التعليم بشكل شبه كامل، بعد تصعيد الموالين لهم في وزارة التربية والتعليم والسلك التعليمي، الأساسي والثانوي والجامعي، كما عينوا مشرفين اجتماعيين حوثيين في المدارس، لمتابعة الدروس والمحاضرات الأسبوعية للطلاب تحت مسمى "مواجهة الغزو الفكري والثقافي"، والتي يتم من خلالها تلقين الطلاب الأفكار الطائفية.

وألزمت المليشيا مديري المدارس بإجبار الطلاب على ترديد الصرخة الحوثية في الطابور الصباحي بدلا عن السلام الوطني، كما يقوم المشرفون الاجتماعيون بتحفيز الطلاب أثناء الطابور المدرسي على ضرورة المشاركة في القتال ومواجهة ما يسمونه 'العدوان"، كذلك يقوم المشرفون في المحاضرات الأسبوعية بتلقين الطلاب دروسا تعبوية طائفية.

وكانت جامعة صنعاء أولى المؤسسات التعليمية التي دخلها الحوثيون بعد سيطرتهم على صنعاء، وأغلقوا أقساما رئيسية فيها كقسم الفلسفة، والتاريخ، واللغة الفرنسية، وافتتحوا أقساما أخرى لتدريس اللغة الفارسية وتاريخ الثورة الخمينية، وفرضت المليشيا ملازم الهالك حسين الحوثي كمتطلب ضمن المقررات في الكليات.

ًوتسخر مليشيا الحوثي من كل المواثيق الدولية وحقوق الطفل وعملت على تحويل الأطفال إلى مشاريع إرهابية طويلة الأمد، من خلال تجنيدهم وارسالهم إلى المحارق تحت شعاراتٍ طائفية ومذهبية.

وكشف نائب مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة مروان نعمان، أن عدد الأطفال المجندين في صفوف ميليشيا الحوثي بلغ أكثر من 30 ألف طفل يواجهون أبشع أنواع الانتهاكات من خلال غسل أدمغتهم فيما تسمى "الدورات الثقافية" وتعبئتهم بالأفكار المذهبية والمتطرفة قبل الزج بهم في محارق الموت على جبهات القتال.

وتنظم المليشيا الحوثية بشكل مستمر، دورات ثقافية ومراكز صيفية للأطفال والمراهقين لغرس ثقافتها الطائفية والمذهبية في عقولهم. 

وذكرت تقارير لوسائل إعلام المليشيا أن أمانة صنعاء لوحدها شهدت افتتاح نحو 6 آلاف مركز صيفي حوثي، بينما أغلبية الطلبة من غير الموالين للحوثيين من المغلوبين على أمرهم الذين اضطروا إلى البقاء في صنعاء كونها مقر عملهم ولعدم وجود بدائل آمنة لهم.

واعترف نائب وزير خارجية الانقلاب حسين العزي، أن أعداد الملتحقين في "المراكز الصيفية" وصل إلى رقم غير متوقع، موضحا في تويتر، أن عدد الملتحقين بلغ 620 ألف متدرب في المراكز التي افتتحتها المليشيا في مناطق سيطرتها، مؤكدا أن هذا الرقم كان فوق ما توقعته جماعته بزيادة 220 ألف متدرب. 

وبدأت المليشيا المدعومة ايرانيا استغلال تجنيد الأطفال منذ مطلع العام 2012، في الحرب التي خاضتها ضد قبائل حجور الشام بمحافظة حجة، ومن ثم حربها على منطقة دماج بمحافظة صعدة خلال العام 2013، ثم ازدادت بوتيرة أكبر في عام 2014، بعد سيطرتها على السلطة في اليمن واتساع المعارك في عدد من الجبهات حيث جندت الأطفال بهدف تعويض خسائرها البشرية.