المشاورات تجري والحوثي يحشد باتجاه مأرب ويخرق الهدنة في كل الجبهات

السياسية - Wednesday 06 April 2022 الساعة 12:10 am
مأرب، نيوزيمن، خاص:

عززت الهدنة الأخيرة، التي تم اختراقها من قبل الحوثيين في الساعات الأولى، قناعة لدى الجميع بمن فيهم المواطن اليمني، أن المليشيا لا تسعى للسلام؛ إلا بما يقوض أركان الجمهورية والمبادئ الإنسانية ويخدم مشروعها التوسعي المدعوم من قبل النظام الإيراني.

جاءت الهدنة بدعوة من قبل مجلس التعاون، وسرعان ما وافق عليها التحالف العربي، حملت معها قليلاً من التفاؤل، وباركتها أطراف محلية وإقليمية ودولية بمن فيهم الأمم المتحدة والجامعة العربية وعدد من سفراء الدول العربية والإسلامية والأجنبية.

ورغم الضربات الموجعة التي استهدفت خزانات النفط في مدينة جدة قبل أسبوعين إلا أن المملكة تظاهرت بضبط النفس من أجل إنجاح ما سميت بالمشاورات اليمنية - اليمنية في ظل غياب حوثي كطرف مهم.

ثمة أنباء تشير إلى أن هناك حوارات جادة لا نعلم صحتها، تجمع أحد أهم طرفي الصراع، السعودية برئاسة خالد بن سلمان وقيادات من المليشيا في العاصمة "مسقط" برئاسة عبدالسلام فليته، يعتقد أنها الأكثر أهمية وأخذت طابعا مختلفا عن الحوارات واللقاءات السابقة.

الهدنة خُرقت في ساعتها الأولى، وبضوء أخضر من جميع الأطراف المتواطئة، والأطراف الباحثة عن السلام، وهي تدرك سلفا المآلات، لكن ذلك لا يعني إلا أن يتم الذهاب بعيدا من أجل خلق أجواء ولو بحدود الممكن، لمعرفة المستجدات أكثر بصورة مختلفة.

أنباء اليوم تشير إلى أن الحوثيين يعززون بآليات ومعدات ثقيلة إلى جبهات مأرب، وهذا مؤشر خطير جدا بأن الحرب لن تضع أوزارها، وأن الهدنة ستموت كما ماتت اتفاقيات "استكهولم" وغيرها، من مشاورات الكويت واجتماعات البحر الأحمر على ظهر السفينة.

إذًا، تعد مأرب وقبلها مدينة تعز، وكذلك جبهة الضالع التي تواجه خروقات الحوثيين بتضحيات كبيرة مع الساحل الغربي؛ محكا حقيقيا للتأكد من أن هناك بوادر عملية سياسية وأجندة ناجعة، وجميعها جبهات مترابطة سيظل الحوثي يناور على أساس أن كل جبهة أهم من الأخرى بالنسبة له.

أمام المتشاورين ملفات ثقيلة يجب أن تكون في سلم الأولويات، الملف العسكري وتغيير القيادات بما يخدم سير المعارك بصورة جديدة تبعث روح المقاومة الفعلية في كل الجبهات، الجانب الاقتصادي والسياسي والإعلامي، وكلاهما أهم من الآخر مع وجود أولويات في اللحظة الراهنة وفي كل لحظة تمر والبلد خارج أيدي أبنائه، فالمرحلة تحتاج إلى تقرير مصير الجيش الوهمي وقياداته التي تبدو كسولة أو أنها لا تريد إنهاء المعركة.

إذًا ما حدث فقط خلال يومين من خروقات في جبهات الساحل الغربي، وقد تم رصدها بالساعة والدقيقة، وقبلها في أنحاء متفرقة من محافظة تعز ثم مأرب، يجب أن يكون حوله دوائر كثيرة وعلامات استفهام تبنى عليها مآلات ثمانية أعوام من الحرب الحوثية على اليمنيين.

في الحديدة أيضًا تشير المصادر إلى أن المليشيا كثفت من جهودها في حفر الخنادق، وعمل المتاريس بالقرب من خطوط التماس والخطوط الأمامية في محيط المدينة، ما يعني أن الحوثيين غير مستعدين أو بالأصح سيبقون عقبة أمام أي عملية سلام، وبالتالي فإن الهدنة التي ستمنحهم امتيازات من خلال فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة، إضافة إلى ما يتم تهريبه من أسلحة والوقت الذي يجعلهم يعيدون ترتيب صفوفهم؛ لن يكون بصالح أي عملية سلام، وهناك نماذج ناجعة على الأرض يمكن بناء عليها الفشل من نجاح الهدنة، خلال فترة وجيزة في شهر رمضان.