فك حصار تعز يعود إلى الواجهة.. تعنّت ذراع إيران يتسبب بتأجيل أول رحلة دولية إلى مطار صنعاء

تقارير - Sunday 24 April 2022 الساعة 08:54 pm
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

تسبب تعنت ميليشيا الحوثي، ذراع إيران في اليمن، بتأجيل أول رحلة دولية إلى مطار صنعاء، قادمة من مطار الملكة عليا بالأردن، وذلك ضمن الهدنة الإنسانية التي أعلنتها الأمم المتحدة وتستمر لمدة شهرين، ليعود معها فك الحصار الحوثي لمدينة تعز إلى الواجهة.

وأعلنت شركة الخطوط الجوية اليمنية، مساء السبت، عدم تلقيها تصاريح التشغيل لأول رحلة لها من مطار صنعاء الدولي إلى العاصمة الأردنية عمّان والتي كان من المقرر انطلاقها اليوم الأحد 24 أبريل في تمام الساعة الثامنة صباحاً، مع العلم أنها بدأت إجراءات حجز التذاكر للمسافرين على هذه الرحلة، كما أنها قامت بكامل استعداداتها الفنية من حيث وصول الطائرة وموعد إقلاعها ومن ثم عودتها إلى مطار صنعاء الدولي قادمةً من عمّان، وهذه الرحلة التي ستكون بادرة خير لنقل المرضى والمسافرين من صنعاء إلى عمّان.

وقدمت الشركة أسفها الشديد للمسافرين عن عدم السماح لها بتشغيل أولى تلك الرحلات من مطار صنعاء الدولي، وتأمل بأن يتم تجاوز كل الإشكاليات في القريب العاجل والسماح للشركة بمعاودة انطلاق رحلاتها من صنعاء.

وحاولت الميليشيات الحوثية استغلال هذه التصريحات، لتحميل التحالف العربي بقيادة السعودية مسؤولية تأجيل الرحلة، وذلك على لسان وكيل هيئة الطيران المدني والأرصاد الخاضعة لسيطرتها، رائد طالب جبل، الذي قال إن التحالف تنصل من التزاماته كونه رفض منح الخطوط الجوية اليمنية تصريح هبوط الرحلة، واعتبار ذلك خرقاً للهدنة الإنسانية.

لكن الحكومة وعلى لسان وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الارياني، كشف مسؤولية الميليشيات الإيرانية في تعثر تشغيل أول رحلة تجارية بين مطار صنعاء الدولي والعاصمة الأردنية عمّان.

ونقلت وكالة سبأ الحكومية عن الارياني قوله، إن الحكومة وافقت على سفر (104) ركاب في أول رحلة من مطار صنعاء الدولي إلى العاصمة الأردنية عمان، إلا أن مليشيا الحوثي الإرهابية رفضت وأصرت وما زالت على إضافة (60) راكباً بجوازات سفر غير موثوقة، في ظل معلومات تؤكد تخطيطها لاستغلال الرحلات خلال شهري الهدنة لتهريب العشرات من قياداتها وقيادات وخبراء الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني بأسماء وهمية ووثائق مزورة.

وطالب الارياني المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوث الأممي بالضغط على مليشيا الحوثي الإرهابية لوقف التلاعب بهذا الملف الإنساني، واتخاذ المواطنين في مناطق سيطرتها رهائن لجني مكاسب، دون اكتراث لأوضاعهم ومعاناتهم المتفاقمة، والتعجيل بإطلاق الرحلة تنفيذا لبنود إعلان التهدئة برعاية أممية.

ويرتبط فتح مطار صنعاء أمام الرحلات الدولية، برفع الحصار عن مدينة تعز وفتح الطرقات والسماح للمواطنين بدخول المدينة والخروج منها بسهولة ويسر بدلاً عن الطرقات الوعرة التي كانوا يسلكونها، لكن الميليشيا الحوثية ترفض حتى مجرد مناقشة هذا الأمر.

وتفرض الميليشيات الحوثية حصاراً على مدينة تعز من ثلاثة اتجاهات هي الشرقية والغربية والشمالية، ولا تمتلك المدينة سوى المنفذ الجنوبي الذي يربطها مع العاصمة عدن، ويخضع لسيطرة ميليشيا الإخوان التابعة لمحور تعز التي تقوم بين الحين والآخر بإغلاقه لفرض الجبايات والإتاوات.

تأجيل رحلة اليمنية إلى صنعاء أعاد التساؤل عن مدى التزام الميليشيات الحوثية بالبند المتعلق برفع الحصار عن تعز، خاصة مع تأكيد مجلس القيادة الرئاسي، السبت، تمسكه بالهدنة الإنسانية، وتشديده على ضرورة الرفع العاجل للحصار الذي تفرضه مليشيا الحوثي الإرهابية على مدينة تعز وكافة المدن اليمنية.

وقالت عضو هيئة التشاور والمصالحة المساندة لمجلس القيادة الرئاسي، ألفت الدبعي، في تدوينة على حسابها في الفيسبوك، إنه رغم التزام الحكومة الشرعية ببنود الهدنة وفتح مطار صنعاء جزئيا برحلتين من أجل التخفيف من معاناة المواطنين إلا أن جماعة الحوثي ما زالت ترفض الالتزام ببنود الهدنة وفتح معابر تعز الإنسانية وبينما رفعت الحكومة الشرعية ممثليها للتفاوض لمكتب المبعوث ما تزال جماعة الحوثي ترفض حتى الآن تسميه ممثليها للتفاوض.

وأشارت إلى أن الحوثيين لا يعملون أي اعتبار لمعاناة أبناء تعز ويتعاملون مع تعز كملف سياسي للمقايضة بعملية السلام الشاملة ولا يتعاملون مع تعز كملف إنساني، متسائلة: كيف ستتعاطى الحكومة الشرعية وأحزاب تعز مع هذا الاستعلاء الحوثي، وهل سوف تتركه مرهونا لمراوغات الحوثيين ومماطلتهم حتى ينتهي موعد الهدنة وهو الهدف الذي يريده الحوثيون من هذه المماطلة؟