الدواء بيد الحوثي.. للموت لا للشفاء
الحوثي تحت المجهر - Tuesday 11 October 2022 الساعة 03:35 pmما حدث في مستشفى الكويت لعلاج الأطفال المصابين بالسرطان في صنعاء، قبل نحو أسبوعين، مثّل جريمة لا يمكن السكوت عنها بعد التلاعب المتعمد من قبل قيادات حوثية مسيطرة على القطاع الصحي لا هم لها إلا الكسب غير المشروع على حساب صحة وحياة المرضى وحاجة الفئات الضعيفة التي تواجه خطر الموت بسبب وضعها الصحي.
سقط عدد من الوفيات والإصابات الحرجة في صفوف أطفال مرضى بالسرطان، بعد حصولهم على علاجات من الجرعات الكيماوية المقدمة من المستشفى لمقاومة هذا المرض الخبيث، وفق ما كشفته المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر.
وأشارت المنظمة، في بلاغها الأخير، إلى أن وزارة الصحة والسكان في حكومة الحوثيين، ذراع إيران في اليمن، قامت بصرف جرعة علاج منتهية الصلاحية بعد أن تم تزييف تاريخ الصلاحية وصرفها لمستشفى الكويت لتقديمها للأطفال المصابين بالسرطان، موضحة أن سيارات الإسعاف هرعت إلى مستشفى الكويت لنقل الأطفال إلى غرف العناية المركزة وتوزيعهم على مستشفيات أخرى، وبعضهم توفي لاحقاً بينما حالة آخرين خطيرة بسبب أخذهم تلك الجرعات المنتهية".
معظم العلاجات الخاصة بأمراض مستعصية مثل أمراض السرطان والسكري والضغط وغسيل الكلى وغيرها يتم تقديمه مجاناً وبشكل منتظم من قبل منظمة الصحة العالمية ومنظمات الدولية تتسلمها في صنعاء قيادات حوثية، إلا أن جزءاً كبيراً من تلك العلاجات تذهب للبيع في السوق السوداء أو يتم تخزينها حتى تتلف ثم يقومون بتعديل تاريخ الصلاحية وإعادة توزيعها للمستشفيات الحكومية.
نقيب الصيادلة في العاصمة صنعاء، الدكتور فضل حراب، لم يستطع تجاهل ما يجري رغم الضغوط الكبيرة التي تواجه عمل النقابة في ظل الهيمنة الحوثية على القطاع الصحي.
وخرج المسؤول النقابي بدعوة لفتح تحقيق عاجل حول قضية موت عدد من مرضى السرطان في صنعاء بسبب علاج منتهي الصلاحية استوردته هيئة الأدوية التابعة للحوثيين.
وبحسب بيان حراب، بلغ عدد الوفيات 5 حالات من مرضى السرطان بعد استخدام علاج فاسد، مطالبا في الوقت ذاته بتعويض أسر الضحايا.
وطالب المسؤول النقابي بمحاسبة وزير الصحة في حكومة الحوثيين طه المتوكل، خصوصا وأن هيئة الأدوية في صنعاء تتستر على اسم الوكيل المعتمد للعلاج الفاسد، الذي يجب أن يتم تحويله للنيابة للتحقيق معه ومعرفة كيف تم استيراد علاج غير صالح للاستخدام الآدمي.
ما نشره نقيب الصيادلة في صنعاء يكشف حقيقة أن ملف الأدوية أصبح سوقاً مربحة للقيادات الحوثية ومدخلاً للثراء الفاحش، عبر السيطرة على وكالات استيراد الأدوية من الخارج وكذا عمليات التهريب للأدوية المغشوشة التي تهدد حياة آلاف المرضى في اليمن.
وعمدت القيادات الحوثية عبر وزارة الصحة في صنعاء الخاضعة لهم على التحكم والسيطرة على تجارة الأدوية من خلال إغلاق شركات الأدوية والمخازن واستبدالها بشركات تابعة لهم وتشرف عليها قيادات بارزة، حيث اقتصر منح التصاريح وتجديدها للشركات والوكلاء العاملين في سوق الأدوية على شركاتهم فقط، وهذا أكدته الحملات التي قامت بها الميليشيات مؤخرا وأسفرت عن إغلاق أكثر من 20 شركة أدوية وعشرات المخازن ونحو 200 صيدلية، لصالح نمو شركات مستحدثة من قبلهم وبهدف احتكار السوق.
مالك صيدلية في صنعاء قال لنيوزيمن: نتفاجأ بين الحين والأخرى بعدد من مندوبي شركات غير معروفة وجديدة تلزمنا بأخذ الأدوية التي يستوردونها، بعض تلك العلاجات مصدرها إيران أو مجهول المصدر أو علاجات مقلدة وتم التلاعب في بياناتها من تواريخ الإنتاج والانتهاء.
وأضاف: الغريب في بعض المرات أن هناك علاجات مجانية مقدمة من منظمات دولية لصالح مرضى السرطان والسكري والضغط والفشل الكلوي يتم توزيعها للصيدليات عبر مشرفين حوثيين، ويتم تهديد كل صيدلية رافضة التعامل معهم بعدم تجديد التراخيص لها.
بدوره قال الكاتب البارز صالح البيضاني، إن ميليشيات الحوثية تاجرت بكل مقومات الحياة في اليمن وصنعت لها أسواقاً سوداء لكل شيء حتى الدواء.
وأضاف، في تصريح له، إن الدواء لم يسلم من فساده الحوثي حيث تم تحويله إلى أداة للموت وليس للشفاء بسبب جشع قياداته وفسادها.