عادل الهرش

عادل الهرش

تابعنى على

المقاومة الوطنية: باقية ما بقيت الجمهورية والدولة اليمنية

منذ 6 ساعات و 20 دقيقة

ليست المقاومة الوطنية مجرّد تشكيل عسكري وُلد في لحظة اضطراب، ولا قوة عابرة فرضتها ظروف الحرب، بل هي اليوم رأس الحربة الوطنية، وكفّة المعادلة التي أعادت التوازن إلى مشهد حاولت مليشيا الحوثي الكهنوتية اختطافه لصالح مشروع سلالي دخيل، لا يؤمن بالجمهورية، ولا يعترف بالدولة، ولا يرى في الشعب سوى أتباع وخاضعين.

في زمنٍ اختلطت فيه الشعارات، وتراجعت فيه المشاريع، وارتبكت فيه الاصطفافات، برزت المقاومة الوطنية بوصفها المشروع الوطني الأكثر وضوحًا وصلابة. قوة جمهورية اختارت أن تواجه مشروع الكهنوت الحوثي في نحره، لا بالصخب الإعلامي ولا بالمزايدات السياسية، بل بالفعل المنظم، والانضباط العسكري، والالتزام الصارم بهدف وطني واحد لا لبس فيه: استعادة الدولة اليمنية كاملة السيادة، وعاصمتها صنعاء.

تأسست المقاومة الوطنية على يد سيف اليمن الجمهوري، الفريق أول ركن طارق صالح، على أسس راسخة، بعيدة عن الفوضى والارتجال، ومتحررة من الحسابات الضيقة والمصالح العابرة. لم يكن مشروعها يومًا مشروع نفوذ، ولا أداة تصفية حسابات، ولا سلطة تبحث عن موطئ قدم لسلب ونهب ثروات اليمن ومقدراته، بل هي مشروع تحرير وطني جامع، يستند إلى فكرة الدولة، ويؤمن بأن اليمن لا يُحكم بالخلافة والاسلام السياسي، ولا بالسلالة، ولا بالولايةالحق الإلهي المزعوم، بل بالمواطنة المتساوية، والنظام، والقانون، والحرية، والكرامة، لكل أبناء اليمن.

منذ لحظة انطلاقتها، أدركت المقاومة الوطنية أن معركتها ليست فقط مع مليشيا الحوثي في الميدان، بل مع منظومة كاملة من التضليل والتشويه، من أبواق التحريض، المنتمين إلى أحزاب الهزائم، التي لم تتقن سوى الطعن من الخلف، كلما تقدمت الجبهات وارتفع منسوب الأمل في وجدان اليمنيين. تلك القوى التي اعتادت الفشل، وتعايشت مع الانكسارات ، ووجدت في أي مشروع جمهوري صلب تهديدًا لمصالحها وموروث عجزها.

لكن تلك الحملات، على كثافتها وضجيجها، لم ولن تثنِ المقاومة الوطنية عن مسارها. لأنها قوة خرجت من رحم ومعانات الشعب اليمني، وتحمل قضيته، وتقاتل باسمه، وتستمد شرعيتها من تضحيات أبنائه في الجبهات، لا من منصات مأجورة، ولا من بيانات انتهازية، ولا من تحالفات مشبوهة. فشرعيتها هذه القوات الجمهورية قد كُتبت بالدم، وتكرّست بالانضباط، وتعززت بحضورها المسؤول في الميدان والمجتمع.

وما يميّز المقاومة الوطنية أنها لم تنغلق على ذاتها، ولم تتحول إلى فصيل معزول أو كيان مناطقي، بل قدّمت نفسها بوصفها تعبيرًا صادقًا عن الإرادة الجمهورية، وامتدادًا طبيعيًا لكل يمني يؤمن بأن الدولة لا تُستعاد بالخطب والمنابر والحوزات، ولا تُبنى بالشعارات، بل بالعمل المنظم، وبقوة منضبطة تحمي المشروع الوطني، وتفرض هيبة الدولة على الأرض.

لقد أعادت المقاومة الوطنية الاعتبار لفكرة المؤسسة، والانضباط، والهدف الواضح، في زمن تفككت فيه الجبهات، وتاهت فيه البوصلة. وأثبتت أن معركة اليمن ليست صراع نفوذ، بل معركة وجود بين مشروع دولة، ومشروع كهنوتي ظلامي يسعى لإعادة اليمن قرونًا إلى الوراء.

ولهذا، ستظل المقاومة الوطنية باقية ما بقيت الجمهورية، وحاضرة ما بقيت ثوابت الدولة اليمنية حية في صدور الأحرار. لأنها ببساطة ليست خيارًا عابرًا في معادلة الصراع، بل ضرورة وطنية، وكفّة التوازن، ورأس الحربة في معركة استعادة اليمن من براثن الكهنوت الحوثي ومشروعه الإيراني الدخيل على اليمن والمنطقة في جنوب غرب الجزيرة العربية.