"حاميها حراميها".. الشرطة والجيش "دينامو" الفوضى المنفلتة في تعز
تقارير - Thursday 13 October 2022 الساعة 08:06 amسجلت مدينة تعز، الخاضعة لسيطرة مليشيات حزب الإصلاح، الفرع المحلي لتنظيم الإخوان، عشرات الحوادث الأمنية، خلال الأيام العشر الأولى من أكتوبر الجاري، في ظل فوضى أمنية تشهدها المدينة وارتفاع غير مسبوق في معدل الجريمة، كما تشير إحصائيات جمعها "نيوزيمن".
وتعد أبرز تلك الحوادث، الاشتباكات التي وقعت في حي الروضة معقل المليشيات المسلحة، بين غزوان المخلافي وأفراد من اللواء 170 على خلفية نهب سيارة محملة بشحنة قات تابعة لأحد الباعة، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.
كما شهدت مدينة تعز، في الأيام الماضية، اعتداء مسلحا على شركة صرافة، من قبل مسلحين تابعين لمحور تعز، نتج عنها إصابة عامل وتلف أوراق نقدية من العملة الصعبة.
ولا يكاد يمر يوم دون وقوع جريمة في المدينة، يرتكبها في الغالب مسلحون مجيشون ضمن قوات محور تعز، وسط تقاعس الأجهزة الأمنية التابعة للإخوان عن لجم الفوضى.
وخلص استطلاع أجراه "نيوزيمن"، وشمل ملاك محلات تجارية وسائقي سيارات أجرة ودراجات نارية وبائعي خضار وفواكه، إلى أن أغلب هؤلاء لا يثقون بقوات الأمن والجيش في تعز، بل ويرونها سبب المشاكل والجرائم في المدينة.
وجاءت نتائج الاستطلاع متطابقة مع تصريح خاص لـ"نيوزيمن"، من مصدر أمني –طلب عدم الكشف عن اسمه- قال فيه إن أغلب الجرائم في تعز يرتكبها مسلحون ينتمون للجيش والأمن وتعجز إدارة الأمن عن اعتقالهم لارتباطهم بنافذين في السلك العسكري والأمني.
وعبر مواطنون عن قلقهم مما يجري في المدينة من انفلات أمني وطالبوا مجلس القيادة الرئاسي باتخاذ إجراءات عاجلة لوضع حد لمشاكل الانفلات الأمني وتعيين قيادات عسكرية ذات كفاءة لمعالجة الاختلال الحاصل منذ أعوام في المدينة.
جبايات يومية على التجار والباعة
عند مرورك في أحد شوارع تعز تجد مسلحين بلباس مدني يتجولون في المدينة وأسواقها بأسلحتهم، وقد تقع ضحية عابرة في حال نشب خلاف بينهم وبين مالك محل أو سائق سيارة أو بائع قات.
ويتعرض أصحاب المحال التجارية بشكل يومي، للابتزاز من المسلحين المنفلتين الذين يجبرونهم على دفع مبالغ مالية أو إعطائهم مقتنيات أو سلعا دون أن يدفعوا مقابلها المالي.
يقول مالك محل تجاري في تعز لـ"نيوزيمن": "لا نجد قانونا يحمينا منهم (أي مسلحي الأمن والجيش في تعز).. نحن عرضة للابتزاز أو الاعتداء وتعريض حياتنا للخطر".
وفي وقت سابق أطلق مسلح النار على بقالة صغيرة في حي التحرير الأسفل وسط المدينة، بعدما رفض صاحبها إعطاءه مواد غذائية واستهلاكية دون دفع ثمنها.
ويقول مصدر أمني لنيوزيمن، إن النيابة أصدرت أوامر قهرية بضبط متهمين بجرائم وقضايا في تعز، إلا أن شرطة المحافظة لم تضبط أي متهم، ما يؤكد تورط مسؤولين عسكريين وأمنيين في دعم العصابات المسلحة التي تعبث بالمدينة.
أبرز الجرائم خلال الـ10 أيام الأولى من أكتوبر:
في الثالث من أكتوبر الجاري اعتدى مسلحون من عناصر مركز شرطة الجديري على القيادي في حزب المؤتمر الشعبي المحامي محمد عمير البرطي، بعد اقتحام منزله في حي الأجينات.
ووفقا للمصادر قام أفراد شرطة الجديري بإطلاق الرصاص الحي والضرب بأعقاب البنادق على السكان.
وذكرت المصادر أن الأجهزة الأمنية لم تقم بالقبض على أفراد وقيادة القسم والعصابة المصحوبة لديهم، رغم البرقيات إلى إدارة الأمن بالقبض عليهم والبلاغات الرسمية .
وفي نفس اليوم قتل المواطن محمد هزاع الوحش بعد إلقاء مسلح قنبلة يدوية إلى داخل سيارته في مديرية المعافر.
ولم يسلم تجار المدينة من اعتداءات مسلحي الأمن، حيث قام مسلحون يوم 4 أكتوبر بالتقطع للتاجر حسام الحروي ونهب ما بحوزته من أموال.
وفيما أعلنت إدارة البحث الجنائي عن ضبط المتهم إلا أنها لم تعد ما تم نهبه واكتفت بسجنه وسط ضغوطات على التاجر للتنازل عن القضية.
كما قامت عصابة مسلحة في 5 أكتوبر بقيادة مبارك هزاع علي حسن بالاعتداء على بقالة رزيق القاضي في حارة عمار بن ياسر وبتهديد السلاح المنفلت الذي أصبح دون ضوابط، دون قيام الأجهزة الأمنية بضبط المتهمين وإحالتهم إلى إدارة الأمن.
ويوم 6 أكتوبر قامت عصابة مسلحة يرتدي أفرادها زيا مدنيا وعسكريا بالاعتداء على مدرسة باكثير وإطلاق النار على سيارة مدير المدرسة سمير العاقل بسبب رفض إدارة المدرسة تسجيل أحد أبناء العناصر المسلحة.
وفي 7 أكتوبر الجاري استهدف تفجير إرهابي سيارة مواطن يدعى منذر النجاشي في منطقة ديلوكس ما تسبب بإصابة أربعة مدنيين بجروح بليغة، وأعلنت الشرطة عقب الحادثة أن الجريمة جنائية.