بلقيس ومأرب.. معركة إخوانية بين جيش الفساد وكتائب الانتهازية

تقارير - Wednesday 26 October 2022 الساعة 07:37 pm
مأرب، نيوزيمن، خاص:

خلال الساعات الماضية شهدت مواقع التواصل الاجتماعي معركة عنيفة "افتراضية" بين جيشين من ناشطي الإخوان انقسموا للدفاع عن طرفي المعركة، في مشهد نادر عكس صورة من صور الصراع الداخلي في صفوف الجماعة. 

المعركة تفجرت عقب منشور حاد للقيادية الإخوانية توكل كرمان هاجمت فيه مدير مكتب التربية بمحافظة مأرب الإخواني/ علي العباب، جراء قيامه بتغيير اسم المدرسة الخاصة لشريحة الصم والبكم والتي تقول كرمان بأن مؤسستها هي من تكفلت ببنائها تحت اسم "بلقيس".

وقبل نحو شهر افتتح العباب الذي يشغل أيضاً منصب نائب وزير التربية والتعليم المدرسة تحت اسم "مدرسة التحدي للصم والبكم الأساسية"، وهو ما وصفته كرمان بأنه "تصرف غير إخلاقي"، مشيرة إلى أن ذلك دفعها للتوقف عن بناء مشروع المكتبة الجامعية لجامعة سبأ، ومدرسة أخرى كانت مؤسستها على وشك البدء في بنائها.

كرمان هاجمت العباب بشدة في منشورها على حسابها الخاص في "الفيس بوك"، حيث اتهمته بإدخال "مناهج الحوثي الطائفية إلى المدارس في مأرب"، في إشارة إلى الحادثة التي أثارت ضجة واسعة مؤخراً بعد الكشف عن قيام مدارس خاصة في مأرب بتوزيع مناهج دراسية للطلاب أعدتها جماعة الحوثي.

هذا الهجوم العنيف استدعى رداً عنيفاً من العباب توعد فيه بمقاضاة كرمان، ناشراً صورة للاتفاقية الموقعة مع مؤسستها لبناء المدرسة للإشارة إلى خلوها من اسم المدرسة، موضحاً إلى وجود مدرسة في المدينة تحمل ذات الاسم، مع تأكيده على أن تسمية المدارس "حق مكتب التربية قانونا".

وفي حين أكد العباب أن مؤسسة كرمان لم تستكمل المشروع وأن المكتب قام باستكمال المشروع وتأثيث المدرسة، سخر الرجل بشكل غير مباشر من اشتراط كرمان على فرض اسم للمدرسة، حيث أشار إلى مشاريع بناء مدارس من قبل السعودية ومنظمات دولية بتكلفة أكبر من مشروع المدرسة دون اشتراط هذه الجهات فرض اسم معين عليها.

مخاطباً كرمان بشكل غير مباشر بالقول: يجب إن يكون الإسهام التنموي والخيري غير مشروط بالمن والضجيج في الرأي العام وافتعال المشكلات ورمي التهم الدعائية جزافا وتشويه العملية التعليمية وتصفية الحسابات.

تبادل الاتهامات بين العباب وكرمان، انقسم حوله نشطاء الإخوان على مواقع التواصل الاجتماعي إلى فريقين يسند كل فريق أحد طرفي المواجهة ويهاجم الآخر بشكل عنيف.

حيث هاجم النشطاء المقربون من كرمان تصرف العباب ووصل الأمر إلى التذكير بما أسموه "هوس السلطة" لدى الرجل باحتفاظه بمنصبين (نائب وزير ومدير مكتب تربية مأرب)، مع التعريج إلى فضيحة المناهج الحوثية في مدارس المدينة كدليل على فشل وفساد الرجل في المنصب.

في حين شن نشطاء الإخوان وبخاصة المقربين من السلطة في مأرب هجوماً عنيفا ضد كرمان، سخروا فيه من استغلالها للعمل الخيري لتحقيق مكاسب سياسية، معتبرين ذلك انتهازية فجة منها، في حين طالب البعض منهم بالكشف عن مصير الأموال التي تنفقها لإقامة هذه المشاريع.