خطاب إماراتي سعودي بنبرة عالية.. رسائل قوية لـ"الحوثي" من مجلس الأمن

تقارير - Thursday 19 January 2023 الساعة 08:59 am
عدن، نيوزيمن:

حملت بيانات مندوبي عديد من الدول العربية والغربية، لدى الأمم المتحدة، خلال الاجتماع الأخيرة لمجلس الأمن الدولي، رسائل سياسية وعسكرية قوية، إلى مليشيا الحوثي- الذراع الإيرانية في اليمن.

وقد كان اللافت النبرة العالية تجاه الحوثيين وممارساتهم، في بيان دولة الإمارات العربية المتحدة، على لسان نائب المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، محمد أبو شهاب، إذ دعت المجتمع الدولي للتدخل لدفع ميليشيات الحوثي للتوقف عن أنشطتها التخريبية وأجندتها التدميرية التي تقف عائقاً أمام تحقيق السلام في اليمن.

وطالبت الإمارات مجلس الأمن الدولي بتكثيف عمله لمواجهة عمليات تهريب الأسلحة الإيرانية إلى الحوثي، والضغط عليه حتى يستجيب للمبادرات الدولية والإقليمية.

وقالت الإمارات، على لسان نائب المندوب الدائم محمد أبو شهاب، "إنّ أيّ اعتداء للميليشيات على دول الجوار سيقابله رد حازم من قبل تحالف دعم الشرعية".

وأضافت، إنّه رغم انقضاء الهدنة وتعطل المسار السياسي بسبب سلوك ميليشيات الحوثي ومماطلتهم، إلا أنّ المجتمع الدولي وكافة الأطياف اليمنية عازمون على إنهاء الحرب التي طالت معها معاناة الشعب اليمني.

وقال أبو شهاب: "سجلُ انتهاكات مليشيات الحوثي الإرهابية ضد الشعب اليمني يحتوي على سلسلة طويلة من عمليات القمع والترهيب والقتل والإخفاء القسري، إلى جانب تجنيد الأطفال ومحاولة غرس الأفكار المتطرفة والعنف والإساءة ضد النساء".

وأضاف: "مع الرفض الحوثي المتكرر لمقترحات استعادة الهدنة، يتوجب على مجلس الأمن اتخاذ موقف أكثر صرامة لثني الميليشيات عن تصعيدها العسكري الذي ندينه بشدة، وإجبارها على التعاطي بجدية مع المقترحات الإقليمية والأممية لإنهاء الحرب".   

وأردف: "يشمل ذلك اعتماد المجلس اتخاذ تدابير لضمان تنفيذ الحظر على توريد الأسلحة لميليشيات الحوثي الإرهابية".

وقال: "لقد شهدنا مؤخراً عدداً من عمليات ضبط الأسلحة والذخائر والمواد المتفجرة كانت في طريقها إلى الحوثيين، وتشمل مواد تستخدم في صناعة الصواريخ والطائرات المسيّرة لشن هجمات عبر الحدود".   

ودعا الدبلوماسي الإماراتي مجلس الأمن الدولي، إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لوقف الحرب الاقتصادية التي تشنها مليشيات الحوثي ضد المصالح الاقتصادية اليمنية، ورفع كافة القيود والعوائق التي تستهدف العاملين في المجال الإنساني، وخاصة النساء".

مطالبة سعودية بتصنيف الحوثيين إرهابيين 

وبالمثل، دعا مندوب السعودية في الأمم المتحدة، السفير عبدالله الواصل -في كلمته خلال جلسة مجلس الأمن- المجتمع الدولي لتصنيف مليشيا الحوثي جماعة إرهابية، وأكد عدم جديتها في السعي نحو السلام.

وأدان الواصل، هجمات مليشيات الحوثي على منشآت النفط والغاز اليمنية في حضرموت وشبوة، وتوعد برد قوي وحازم على أي تهديدات قد تمثلها أو هجمات قد تشنها المليشيا الإرهابية على دول الخليج أو مصالحها.

وذكر أن مجلس الأمن أخفق في اتخاذ موقف بشأن الفظائع التي ترتكبها الميليشيا الحوثية بحق اليمنيين، مشددا أن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية بات أمرا ملحا وضرورة.

وفيما أكد المندوب السعودي، دعم الرياض لجهود الأمم المتحدة حتى الوصول إلى حل سلمي للصراع في اليمن"، أشار مرتين على الأقل إلى أن المملكة قدمت حلا سلميا وفق المبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن، و"المبادرات الإقليمية".

لا رغبة حوثية للسلام

السفير عبدالله السعدي، مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة، أكد في بيان، أمام مجلس الأمن، أن "تجارب الحكومة الكثيرة مع مليشيا الحوثيين وآخرها جهود الهدنة تثبت للعالم وبالدليل القاطع أن ذراع إيران لا تملك أي رغبة في السلام".

وفيما أعرب عن تقدير الحكومة اليمنية للصوت الموحد للمجلس في إدانة الهجوم الإرهابي الحوثي في 21 أكتوبر/تشرين الماضي، أكد أن "البيانات لم تعد تكفي ولا بد من إظهار التزام أكبر تجاه السلام في اليمن من خلال استخدام جميع أدوات الضغط على مليشيات الحوثي الإرهابية والنظام الإيراني الداعم لها".

وأكد السفير السعدي أن كل ذلك يستدعي من مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة إيجاد مقاربة جديدة تجاه عملية السلام في اليمن في ظل أسلوب المماطلة والتهديد والمراوغة التي تنتهجها المليشيات الحوثية الإرهابية.

كما أكد أن النهج الدولي المتبع لم يجلب خلال الفترة الماضية لليمنيين سوى المزيد من إحكام قبضة الحوثيين على أعناق اليمنيين وإطالة أمد الصراع؛ ومكن الميليشيات من تقويض كل الجهود الرامية إلى تحقيق السلام، وتعميق الأزمة الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية.

دعم أمريكي لمحادثات يمنية- يمنية

بدورها أكدت الولايات المتحدة، أن على الحوثيين الجلوس مع الحكومة اليمنية والاتفاق معها فقط، حول مزاعمهم بدفع مرتبات القطاع العام، وتسخير موارد اليمن لصالح الشعب.

وقال نائب الممثل الأمريكي لدى الأمم المتحدة ريتشارد ميلز خلال جلسة مجلس الأمن، إن "المحادثات اليمنية -اليمنية فقط، يمكنها الوصول إلى اتفاق سياسي، يشمل معالجة الأزمة الإنسانية، وكيفية توزيع موارد اليمن، وأن يكون ذلك الاتفاق برعاية الأمم المتحدة".

في مقابل ذلك قالت بريطانيا، التي تمسك بالملف اليمني في مجلس الأمن، إن "المفاوضات بقيادة يمنية تحت رعاية الأمم المتحدة هي السبيل الوحيد لمعالجة الحالة الإنسانية في اليمن".