في يومها العالمي.. على نهج داعش "الحوثي" يقوّض حقوق وحرية المرأة

السياسية - Wednesday 08 March 2023 الساعة 05:14 pm
عدن، نيوزيمن، خاص:

"كأساليب داعش"، هكذا وصفت النساء في شمال اليمن القابع تحت سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية، ذراع إيران، بعد أن قوّضت حرياتهن بذريعة الدين وحماية المرأة.

قلّص الحوثي حقوق المرأة إلى حد الصفر، وضاعف من معاناتها في الحركة والتنقل والمشاريع، وحتى في التنزه، بحجة الاختلاط وعدم وجود محرم، في الوقت الذي يزج بأزواجهن وإخوانهن وأبنائهن في محارق جبهاته، ليعود الرجال على نعش الموت مجرد أكفان، فيما تبقى النساء بلا عائل ولا محرم.

ومنذ انقلاب الحوثي على السلطة أقصى المرأة اليمنية من الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ومنعها من الوصول إلى مراكز صناعة القرار، واعتبر مفتي جماعة الحوثي، المدعو شمس الدين بن شرف الدين، مطلع عام 2021 أن "عمل المرأة في الأماكن العامة، فيه فتنة وإثارة".

كل ادعاءات ذراع إيران في حماية المرأة متزامنة مع تصعيد حوثي ضاعف من الاعتداء على النساء في صنعاء ومحافظات أخرى مجاورة، فمنذ سبتمبر 2014م، تعرضت مئات النساء لسلسلة لا حصر لها من الاعتداءات والجرائم الوحشية بحق هذه الفئة الأشد ضعفا، وامتلاء السجون الحوثية بالنساء بين العذاب والاعتداء النفسي والجسدي دون أي مصوغات قانونية للاعتقال.

الشرف.. أداة الحوثي للتحريض ضد المرأة 

استخدم الحوثي عرض وسمعة المرأة اليمنية العاملة في قطاع منظمات المجتمع المدني، بهدف التحريض الأسري ضدها ومنعها من العمل في وقت قطعت المليشيا مرتبات المواطنين شمالا، ومن أجل ابتزاز المنظمات للاستحواذ على أكبر قدر ممكن من الدعم المقدم عبر هذه المنظمات من جهة، وإحلال عناصر موالين للمليشيا الحوثية محل العاملات من غير المواليات للجماعة من جهة أخرى.

وكانت مصادر نيوزيمن ذكرت سابقا تكرار نشوب نزاع استحواذ بين أجنحة المليشيا الحوثية على أحقية توزيع المساعدات الأممية والاغاثية، ونهب الحصة الكبرى من هذه المساعدات لصالح نافذين في صفوف الجماعة، واستغلال عملية التوزيع للمساعدات لتنفيذ أعمال عسكرية.

متنفسات المرأة ومشاريعها ممنوعة

ابتزت حملة حوثية نوادي ومتنفسات النساء ومشاريعهن، منذ أشهر أُغلق على إثرها العديد من نوادي الرياضة النسائية والمسابح المائية والكافيهات وبيوت الثقافة والفنون، وحيدت الباقي بفرض شروط تعسفية منها وضع كاميرات حوثية داخل الأماكن الخاصة بالنساء وفرض جبايات بمبالغ ضخمة.

على نهج داعش.. الحوثي يقيد حرية المرأة 

شرعت المليشيا إجراءات غير قانونية تعسفية قيدت تحرك المرأة وسفرها خارج البلاد، نفس أساليب "داعش"، يمنعهن من السفر دون محرم إلا بعد تنفيذهن للإجراء الحوثي وتعبئة الاستمارة وتوقيعها من ولي أمرها، بالإضافة لفرضهم غالبا تعميدها من قبل عاقل الحارة ومن قسم الشرطة، ما لم يتم منع المسافرة من السفر من النقاط الأمنية التابعة للجماعة وفرض غرامات على أي شركة مخالفة.

أما داخل البلاد وبين المحافظات، أصدرت المليشيا مطلع عام 2021 بمنع النساء من السفر، لكنها أضحت تطبقه بشكل خطير في الفترة الأخيرة، وسط استهجان متواصل من قبل النساء والمنظمات الحقوقية والمدنية التي تدعو إلى التوقف فورًا عن استهداف النساء وحضورهن في الحياة العامة.

وتعالت شكاوى النساء على منصات التواصل، بعد أن تضاعفت معاناتهن عقب قرار منع السفر إلا بمحرم، بأن الكثير لا يوجد لديهن محارم، فيما البعض الآخر مسافر في بلاد أو محافظات أخرى.

وكتبت إحدى النساء بأنه تم منعها من مغادرة صنعاء وإيقافها بإحدى النقاط بعد تغريم صاحب السيارة مبلغا وقدره، وتم احتجازها إلى أن وصل أخوها من محافظة أخرى لاصطحابها، بعد أخذ تصريح من داخلية الحوثي معمد من المحكمة.

وقال مسافرون: إنهم يضطرون للتوقف لفترة تصل إلى ساعة في حاجز تفتيش بمنطقة "نقيل يسلح" على المدخل الجنوبي لصنعاء، بسبب إجراءات التدقيق في هويات النساء ومرافقوهن التي تنفذها عناصر الحوثيين في الحافلات والسيارات والمركبات، بهدف منع سفر أي امرأة وحيدة.

وبالمقابل استغلت نقاط الحوثي الأمنية هذا القرار بالتلاعب والابتزاز المالي بمبالغ وقدرها، لتمرير النساء دون تصريح.