أذرع إيران في المنطقة تحصد مكاسب أحداث غزة على حساب التيارات السنية

تقارير - Tuesday 14 November 2023 الساعة 03:27 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

تتصاعد المكاسب التي تحصدها أذرع النظام الإيراني في اليمن والعراق ولبنان، مع تصاعد الأحداث والمجازر والجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد أبناء قطاع غزة رداً على عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، في السابع من أكتوبر الماضي.

وارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 11240 شهيداً بينهم 4630 طفلاً وأكثر من 29 ألف مصاب جميعهم من المدنيين، في حين بلغ عدد المؤسسات الصحية التي خرجت عن الخدمة 25 مستشفى و52 مركزا صحيا، و55 سيارة إسعاف، كما تم تدمير 41120 وحدة سكنية في القطاع بشكل كلي نتيجة الغارات الإسرائيلية، وتدمير 94 مقرا حكوميا و253 مدرسة و71 مسجدا و3 كنائس.

بالتزامن تتواصل التهديدات الإيرانية للاحتلال الإسرائيلي دون أي تحرك فعلي على الأرض باستثناء بعض العمليات العسكرية لأذرعها التي لم يكن لها أي أثر ملموس على واقع الحرب ولم تسهم في تخفيف العدوان الإسرائيلي على غزة.

ويتفق الجميع على أن الذراع العسكري لحماس السنية تعرض لخديعة إيرانية جعلته على رأس المواجهة لاستنزاف قدراته القتالية في حين تستمر أذراع إيران في لبنان والعراق واليمن وحتى سوريا بحصد المكاسب سياسياً وإعلامياً عبر القنوات العبرية والعالمية التي تهول وتضخم خطورة عمليات أذرع إيران المسرحية، وتتجاهل الخسائر التي تتكبدها من مقاتلي المقاومة الفلسطينية في غزة.

وكانت حماس تنتظر من ميليشيا حزب الله فتح جبهة قتال في جنوب لبنان بالتزامن مع قصف مكثف على الأراضي المحتلة، لكن الأخير اكتفى بتوجيه بضع ضربات صاروخية أو ما يطلق عليه "رشقات" على أحد أبراج الاتصال على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية وكذا بعض المستوطنات، إلى جانب إشراك بعض الأجنحة العسكرية السنية مثل قوات "فجر" في إطلاق صواريخ من الجنوب نحو مواقع إسرائيلية، إلى جانب توجيه ميليشيا الحوثي باليمن بإطلاق دفعات من المسيرات المفخخة والصواريخ المجنحة باتجاه الأراضي المحتلة دون تحقيق أي إصابات دقيقة ومركزة.

وبرغم هذه المشاركة المحدودة وغير المؤثرة من أذرع إيران، إلا أن أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله في كلمة له في الثالث من نوفمبر الجاري زعم أن هذه العمليات أسهمت في تخفيف الضغط على قطاع غزة، وهو ما ردت عليه قوات الاحتلال بارتكابها مزيداً من المجازر التي عادة ما تتزامن مع تحركات أذرع إيران.

واستبعد مراقبون دوليون انخراط حزب الله في الحرب والاكتفاء بتوجيه ضربات صاروخية غير مؤثرة من جنوب لبنان واليمن عبر ميليشيا الحوثي التي ترفض استهداف السفن الحربية الإسرائيلية والأمريكية المتواجدة قبالة سواحل الحديدة في البحر الأحمر.

ويؤكد الكاتب المصري هشام النجار، أن ردّ حزب الله على الهجمات الإسرائيلية على غزة لم يرتق إلى مستوى انتظارات قادة حركة حماس، حيث حافظ حزب الله على قواعد الاشتباك مع إسرائيل في رده الخجول الذي يصفه محللون برفع العتب.

وبحسب النجار، "تزداد خيبة حماس ويتضاعف شعورها بالخذلان من الشريك الشيعي الذي يقف شبه متفرج على حرب غير مسبوقة في ضخامة أحداثها في القطاع، مع إدراكها أنها تورطت في مواجهة غرضها تحقيق أهداف إيرانية، وأن حزب الله لن ينخرط وسيفضل أن يبقى قويا ويحظى بشعبية قوية في لبنان، عوضا عن التسبب بتوتر إضافي داخل لبنان".