ذراع إيران تنفذ رابع مناورة عسكرية منذ العدوان الإسرائيلي على غزة وتقارن نفسها بحماس

تقارير - Wednesday 15 November 2023 الساعة 03:26 pm
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

لا تزال مليشيا الحوثي -ذراع إيران في اليمن، تستثمر في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لتكثيف استعداداتها القتالية وتحشيد المقاتلين إلى صفوفها من أبناء المناطق التي تسيطر عليها، إضافة إلى تعبئة الخريجين من الكليات العسكرية بعقيدة قتالية شديدة العداء ضد خصوم الجماعة من اليمنيين والعرب على حدّ سواء بسواء.

والاثنين الماضي نفذت مليشيا الحوثي مناورة عسكرية لما يسمى اللواء 3 واللواء 415 واللواء 191 حرس حدود، بمناسبة تخريج كتائب من منتسبيها من دورات قوات خاصة، حسب ما ذكرت وكالة سبأ- النسخة المستولى عليها من قبل المليشيا الانقلابية.

وقالت وكالة سبأ -النسخة الحوثية: إن المناورة التي أشرف عليها قائد ما تسمى بقوات حرس الحدود، معوض العمري، بدأت باستعراض خريطة خاصة بخطط مسارات العملية ليتم تطبيقها عملياً من قبل الخريجين من تلك الكتائب التي قالت إنهم تلقوا تدريبات عملية لفترة طويلة على المهارات والقدرات العسكرية والقتالية.

وشملت المناورة قصفاً لطائرات مسيّرة على أهداف افتراضية "للعدو الصهيوني"، إضافة إلى إطلاق صواريخ وقذائف مدفعية و"تمشيط مساحة جغرافية كبيرة في الجبال والثكنات العسكرية والوديان".

وهذه هي المناورة العسكرية الرابعة التي تنفذها مليشيا الحوثي منذ العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، وبينما تزعم الجماعة أن هذه المناورات موجهة ضد إسرائيل، توحي طبيعة المناطق الجغرافية التي تنفذها فيها (الجبال والوديان) بأنها موجهة ضد خصوم الجماعة في الداخل وضد المملكة العربية السعودية على الحدود الشمالية والغربية المشتركة مع اليمن، وهي المناطق المحاذية لمعقل المليشيا الحوثية في محافظة صعدة وما جاورها من محافظتي الجوف وحجة.

وكانت ذراع إيران في اليمن نفذت مناورة عسكرية في 29 أكتوبر الماضي، لما تسمى قوات الدعم والإسناد وأطلقت على المناورة اسم "طوفان الأقصى"، وبعدها بيومين أعلن المتحدث العسكري باسم الجماعة أنها شنت ثلاث هجمات على أهداف إسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة حتى ذلك الوقت (1 نوفمبر الجاري).

وفي الثالث من نوفمبر الجاري، نفذت المليشيا الحوثية مناورة عسكرية في صعدة لمنتسبي ما يسمى "لواء البدر" (على اسم والد مؤسس وقائد الجماعة -بدر الدين الحوثي) الذي أدرجته ضمن قوات الشرطة العسكرية، وأعلنت تخريج دفعة من مقاتليها باسم "طوفان الأقصى".

وتضمنت كلمات القيادات الحوثية في تلك المناورة تحريضاً واضحاً ضد السعودية والإمارات واتهامهما بالتواطؤ مع المجازر الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.

وفي السابع من نوفمبر الجاري، نفذت مليشيا الحوثي مناورة عسكرية في جبال ووديان مديرية الحيمة الداخلية بمناسبة ما قالت إنه تخريج دفعة عسكرية (قوات خاصة) في المنطقة العسكرية المركزية، وأطلقت على تلك الدفعة اسم "لواء القدس" في محاكاة واضحة لتسمية "فيلق القدس" الإيراني.

وهاجم قادة المليشيا في تلك المناسبة دول التحالف العربي والدول العربية الداعمة للحكومة الشرعية بشكل عام، واتهموها بأنها لا تجرؤ على اتخاذ موقف تجاه ما يحدث من جرائم في غزة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.

ويحرص قادة المليشيا على تحريض وتعبئة المقاتلين المشاركين في هذه المناورات بأن من واجبهم "الدفاع عن اليمن وسيادته واستقلاله ومواجهة العدو، والمشاركة في تحرير الأقصى الشريف"، وهي تعبئة موجهة في المقام الأول ضد القوى الوطنية المناوئة للمليشيا الانقلابية التي تكرس عودة حكم الأئمة بعد 60 سنة على القضاء عليه في ثورة 26 سبتمبر 1962. كما تحرضهم على قتال دول التحالف العربي على قدم المساواة مع إسرائيل وأمريكا.

وتنعكس هذه التحريضات على شكل حملات إعلامية لاحقاً بمناسبة ودون مناسبة، سواءً ضد الحكومة الشرعية والأطراف الممثلة في مجلس القيادة الرئاسي، أو ضد المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات.

في أحدث هذه الحملات شن إعلام المليشيا حملة تغريدات وتصريحات ضد المملكة العربية السعودية خلال الأيام القليلة الماضية، على خلفية القرار الذي خرجت به القمة العربية والإسلامية المنعقدة في الرياض في الـ11 من نوفمبر الجاري، والتي شاركت فيها إيران أيضاً ووافقت على قرارات بيانها الختامي.

وحاول إعلاميون وقيادات حوثيون في هذه الحملة تعسف الشواهد والوقائع لإجراء مقارنة بين جماعتهم الانقلابية وبين حركة حماس دون أن يأخذوا بالاعتبار حتى ذلك الفارق المتمثل في صعود الحركة إلى الحكم في قطاع غزة عبر انتخابات شعبية.