استبعاد النساء وإسقاط المتفوقين.. أبناء السلالة يستحوذون على مقاعد معهد القضاء في صنعاء

تقارير - Thursday 16 November 2023 الساعة 06:57 am
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

تواصل مليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن، حوثنة المعهد العالي للقضاء في صنعاء الخاضعة لسيطرتهم. وسط عملية إقصاء للمتقدمين والمتقدمات وإحلال آخرين موالين لها تحت مسمى "أبناء السلالة".

وخلال الأيام الماضية، أسقطت إدارة المعهد العالي للقضاء أسماء العشرات من الطلاب والطالبات الذين تمكنوا من اجتياز اختبارات القبول في المعهد للعام الدراسي القادم. حيث تفاجأ المتقدمون بإسقاط أسمائهم من الكشوف واستبدالهم بأسماء آخرين من أبناء عائلات حوثية بارزة.

والكشوف المعلنة من قبل إدارة المعهد كانت صادمة وتضمنت أسماء أكثر من 400 طالب، الكثير منهم تم اعتمادهم بتوجيهات عليا من قبل القيادي محمد علي الحوثي الذي نصب نفسه رئيس المنظمة العدلية العليا، وآخرين بتوجيهات من القياديين "أبو علي الحاكم، وأحمد حامد مدير مكتب مهدي المشاط".

وأوضحت مصادر طلابية، أن هناك الكثير من الطالبات اللاتي تقدمن وينطبق عليهن شروط القبول في المعهد تم استبعادهن بصورة تعسفية وبشكل نهائي. وأشارت إلى أن كشف المقبولين المعلن ضم الكثير من الأسماء الذين يحملون ألقاب أسر حوثية بارزة وتم فرضهم بالقوة وفقاً لتوجيهات قيادات عليا في الجماعة.

ردود أفعال غاضبة على اعتماد إسقاط الكثير من الأسماء من قبل إدارة المعهد المختطفة من قبل الحوثيين، عبرت هذه الردود عن رفضها لما تم الإعلان عنه عبر صفحة المعهد العالي للقضاء والذي تضمن أسماء المقبولين في الفحص الطبي، واصفين بأن ما اعلن غير قانوني ويكشف اختطاف القضاء ومصادرته.

عماد الدين الفقية سجاد، قال إن الكشوفات التي أصدرتها إدارة المعهد بأسماء المتقدمين المسموح لهم بدخول الفحص ضمت فقط ثلث المسجلين، وتم استبعاد بقية الطلاب وهذا امر مرفوض وعمل غير قانوني وليس له مبرر؛ كون الكشوفات لم تضم سوى اقل من ثلث الطلاب المتقدمين والمسجلين في النيابات والقضاء.

وأضاف إن الدفعة السابقة تم ادخال جميع المتقدمين لمرحلة الفحص الطبي دون استثناء ودون تصفية مسبقة او استبعاد، لافتا إلى عدم وجود معايير قانونية تم بموجبها استبعاد ثلثي الطلاب المتقدمين من قبل إدارة المعهد بالرغم من أن المعايير القانونية واضحة ويعرفها الجميع وتتكون من عدة مراحل اولها الفحص الطبي واخرها المقابلة.

واصفا ما جرى من قبل إدارة المعهد بأنه يعتبر ظلما واجحافا بحق جميع الطلاب المتقدمين الذين تم استبعاد ثلثين منهم وفئة الإناث بأكملها من كشوفات الفحص الطبي دون سبب يذكر أو مبرر مقنع. وأكد الطالب على ضرورة رفض الكشوفات وتقديم تظلم جماعي من جميع الطلاب المتقدمين والذين تم استبعادهم والرفع به الى ادارة المعهد والمتابعة الجدية والمطالبة بتطبيق قرارات المجلس الاعلى للقضاء المبينة في اعلان القبول والتسجيل.

وعلق هشام احمد الحسني على ما جرى من خطوات تعسفية من قبل إدارة المعهد: "اليوم عرفت ليش القضاء في اليمن خارب وفاسد، لأن الفساد والوساطة تبدأ من بوابة دخول معهد القضاء، وليس هناك أي سبب أو حجة تبرر إسقاط الكثير من الطلاب بمن فيهم الاوائل وحرمانهم من دخول الفحص الطبي".

ولقي استبعاد المتقدمات للمعهد العالي للقضاء في صنعاء حالة من الصدمة في صفوف الطالبات اللاتي اجتهدن وقدمن ملفاتهن وفقاً للمعايير القانونية المنظمة لقبول التسجيل. 

وتأتي عملية إقصاء الطالبات تأكيدا صريحا على استمرار ميليشيا الحوثي، ذراع إيران، باستهداف المرأة اليمنية وتحجيم مشاركتها في الحياة.

وقالت استاذ الإعلام في جامعة صنعاء الدكتورة سامية الأغبري، إن استبعاد الطالبات من مرحلة اختبار القبول في المعهد العالي للقضاء تعد سابقة من نوعها. وإن هذه الخطوة تأتي ضمن سياسة الإقصاء والتهميش التي تتعرض لها المرأة في اليمن ولحقوقها المكفولة في القانون والدستور.

وأشارت إلى أن هذا الإجراء يعبر حقيقة عن الوجه الحوثي الذي يريد عزل المرأة اليمنية عن الحياة وتحجيمها في نطاق منزلها فقط، موضحة أن النساء في اليمن يتعرضن للتطرف والعنف من قبل مختلف الجماعات الدينية.