تحليل: انعكاسات سلبية على اليمن بسبب إعلان الحوثي ضرب الملاحة الدولية

تقارير - Sunday 19 November 2023 الساعة 02:35 pm
عدن، نيوزيمن:

أكدت الباحثة في الشأن الإيراني، أمل عالم، أن اليمن سيكون لها نصيب من تداعيات الحرب الدائرة في غزة بسبب ميليشيا الحوثي، ذراع إيران في اليمن، التي تحاول تصدر المشهد تحت ما يسمى بمحور المقاومة التي تقودها إيران.

وأضافت إن الميليشيات الحوثية تسعى إلى تصدر المشهد في الأحداث الجارية من خلال تحركاتها الفاشلة وبهدف صناعة ضجة إعلامية لا أكثر. موضحة أن الانعكاسات على اليمن ستكون سلبية في المرحلة القادمة؛ بسبب إعلان الحوثيين تحويل الجغرافيا اليمنية والممرات المائية إلى مصدر تهديد لأمن الملاحة الدولية. 

وفي تحليلها حول (التدخلات الحوثية في الحرب الدائرة بغزة) أشارت الباحثة أمل عالم، إلى أن التحركات الحوثية الأخيرة جدية، لكنها تجعل من إمكانية توجيه ضربات للسفن، وعرقلة الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب، خيارًا مفتوحاً إذا تطلب الأمر ولهذا تبعات مستقبلية سلبية على اليمن. مضيفة إن الإعلان الحوثي يؤثر سلبًا على اليمن فهو بمثابة إعلان دخول في صناعة فوضى في المنطقة. 

وقالت أمل عالم: "العديد من المؤشرات تدل على أن الصواريخ والمسيرات التي أعلن الحوثي إطلاقها لم تحقق أي شيء على الصعيد العملي سوى الضجة الإعلامية للاستهلاك المحلي وبين الموالين للمحور الإيراني، لكن عواقب ذلك على اليمن ستكون وخيمة من حيث توفير الأسباب للتدخل الخارجي في البلاد أو الممرات المائية والجزر لحفظ أمن الملاحة الدولية".

ووضحت الباحثة أن الإعلان والتحرك الحوثي للتدخل في الحرب الدائرة في غزة جاء بقرار من إيران ويأتي في سياق خدمة توجهات وسياسات إيرانية بالدرجة الأولى. لافتة إلى أن الحرس الثوري الإيراني يستثمر الضجة الحوثية بالتدخل في حرب غزة لأجل التغطية على عدم تدخله في الحرب بعد أن جعل من فلسطين قضيته المحورية على مدار أكثر من 40 عامًا من خلال شعارات وظفها في تأسيس فيلق القدس الذي تدخل في العديد من دول المنطقة عدا فلسطين، وفق الباحثة.

وبحسب الباحثة أمل عالم، فإن اليمن في الظروف الحالية تشكل "بيئة خصبة لزيادة التمدد الإيراني في اليمن وخاصة فيما يتعلق بالحشد والتعبئة وتشكيل مقاتلين خارج اليمن تحت مظلة فيلق القدس وشعار الطريق إلى القدس. وللأسف لا زال هناك من الشباب البسطاء من يقع في فخ هذه الشعارات الإيرانية الكاذبة، بالإضافة إلى استغلال فقر وحاجة الناس".

وأوضحت أن "الميليشيا الحوثية تحاول التلاعب بعواطف الناس لتحسين صورتها في الداخل اليمني، واستغلال المكانة التي تحظى بها القضية الفلسطينية في وجدان اليمنيين". مشيرة إلى أن تعاطف وتحمس البعض للتحركات الحوثية بعد إعلانها عن ضربات صوب إسرائيل؛ كان تحت تأثير جلل الأحداث والمأساة في غزة؛ وهذا التأثير سوف ينتهي، لأن حبل الكذب قصير، والطبع يغلب التطبع.

وقالت: يستحيل على ميليشيا مسلحة تسعى للسيطرة على السلطة بقوة السلاح وإخضاع الناس لأيديولوجيتها بالترهيب أن تكسب احترام الجماهير الداخلية أو أن تتصرف بمسؤولية تجاه احتياجاتهم وحقوقهم الأساسية على الأقل.

وبحسب التحليل فإن الميليشيات الحوثية كانت يتطلب منها الظهور بشكل إيجابي لإثبات حسن نواياهم الإقليمية في إطار عملية السلام الجارية في اليمن إلا أنهم فضلوا أداء وظيفتهم كأداة دعائية إيرانية. موضحا أنه لا يوجد ضمانات للسلام في اليمن ما دام الحوثيون يمتلكون القوة والقدرة على فرض مطالبهم وطالما المصالح والأجندة الإيرانية ما زالت تتعارض مع السلام والاستقرار في اليمن.