الغارديان: قد يتعذّر وقف المطالبات في الكونجرس بإعادة تصنيف الحوثيين كإرهابيين

تقارير - Wednesday 13 December 2023 الساعة 09:17 am
عدن، نيوزيمن:

قالت صحيفة الغارديان البريطانية الثلاثاء، عن "مسؤولين غربيين" إنه لا توجد "أجندة خفية" لإفساد خطة السلام التي تعمل عليها المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان برعاية الأمم المتحدة منذ أشهر، لكن قد يكون من المستحيل سياسيا وقف المطالب المتزايدة في مجلس الشيوخ الأمريكي بتصنيف الحوثيين كإرهابيين مع استمرار هجماتهم على السفن التجارية في البحر الأحمر.

ويوم الثلاثاء أيضاً قالت وزارة الدفاع الفرنسية: إن الفرقاطة الفرنسية "لانغدوك" -التي أسقطت مسيّرتين حوثيتين مطلع الأسبوع الجاري، اعترضت ودمرت طائرة بدون طيار كانت تهدد ناقلة النفط النرويجية ستريندا مساء الاثنين، في هجوم جوي وصفته الوزارة الفرنسية بالمعقد انطلق من مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، ذراع إيران في اليمن.

وقالت الوزارة، إن الهجوم تسبب في نشوب حريق على متن الناقلة التي كانت تبحر تحت العلم النرويجي، فيما قالت القيادة المركزية الأميركية: إن الناقلة النرويجية «ستريندا» أصيبت بصاروخ مجنّح أُطلق من منطقة يسيطر عليها الحوثيون. وأضافت القيادة على حسابها بمنصة "إكس"، إن السفينة أبلغت عن وقوع "أضرار تسبّبت في نشوب حريق على متنها"، وإنّ مدمّرة تابعة للبحرية الأميركية لبّت نداء استغاثة أطلقته السفينة ومدّت لها يد العون.

وقال أحد المسؤولين: إن الهجوم وقع على بعد نحو 60 ميلاً بحرياً من شمال مضيق باب المندب. وبحسب صحيفة الغارديان، يعتقد أن الصاروخين أطلق أحدهما من ميناء الحديدة والآخر من الحوبان شرق تعز ضمن المناطق التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي.

وأعلن الحوثيون اليوم الثلاثاء، مسؤوليتهم عن الهجوم على السفينة التي يزعمون أنها كانت متجهة إلى إسرائيل، بينما تفيد معلومات حركة السفن الدولية أنها كانت متجهة من ماليزيا إلى الهند. 

وسبق أن حذرت الولايات المتحدة مليشيا الحوثي من أن هجماتهم وقرصنتهم البحرية ضد السفن التجارية تبدد جهود السلام التي تم التوصل إليها بشق الأنفس، بحسب تصريحات للمبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينغ، في أكتوبر الماضي.

ويزور ليندركينغ المنطقة -حالياً- منذ الأسبوع الماضي، وعقد لقاءات مع مسؤولين في دول مجلس التعاون الخليجي وقادة يمنيين، من أجل دفع جهود السلام نحو اتفاق لم يتم الكشف عنه رسمياً إلى الآن، لكن التسريبات للإعلام تفيد بأنه يتكون من ثلاث مراحل ويعالج قضايا إنسانية واقتصادية فقط.

وتصاعدت حدة التحذيرات الأمريكية للمليشيا الحوثية -مؤخراً- من أن خطة السلام التي تم التفاوض عليها مع المملكة العربية السعودية وتم تسليمها إلى مبعوث السلام التابع للأمم المتحدة ستفشل إذا استمرت الهجمات على السفن التجارية قبالة سواحل اليمن.

وتحاول الولايات المتحدة على عجل تنظيم قوة حماية بحرية أكبر تتمركز خارج قاعدتها العسكرية في البحرين لمنع إغلاق أكثر ممرات الشحن ازدحاما في العالم، وبالتالي إصابة الاقتصاد العالمي بالشلل، بحسب الصحيفة البريطانية التي أكدت أيضاً أن الضغوط تتزايد في الكونجرس الأمريكي لتصنيف الحوثيين -ذراع إيران في اليمن– كمنظمة إرهابية أجنبية.

وقال دبلوماسيون للصحيفة: إن التصنيف سيعطل بدء المرحلة الأولى من خطة السلام المكونة من ثلاث مراحل والتي تم التفاوض عليها بين السعودية والحوثيين.

ويقول هؤلاء الدبلوماسيون، إنه إذا تم تصنيف الحوثيين على أنهم جماعة إرهابية، فسيتم حظر الأموال التي كان من المقرر وضعها في البنوك لدفع رواتب الموظفين المدنيين، وهو مطلب رئيسي للحوثيين في المرحلة الأولى من خطة السلام. وبالمثل، فإن فتح أي موانئ بحرية أو مطارات لن يكون ممكناً، وبالتالي إبقاء الاقتصاد اليمني في حالة خراب.

ومن الواضح أن الدبلوماسيين الأميركيين يأملون في أن تؤدي التحذيرات الموجهة إلى الحوثيين بأنهم يعرضون فرصة السلام هذه للخطر بشكل متهور وخطير، إلى إقناع قيادة الجماعة بالكف عن الهجمات على الشحن البحري.

وقالت الصحيفة: إن التحذير الأمريكي يظهر للحوثيين الثمن الذي ترغب الولايات المتحدة في دفعه لدعم خطة إسرائيل للقضاء على قيادة حماس، لكنها لم تتحدث عن الثمن الذي سيدفعه اليمنيون جميعاً إذا ما تم توقيع اتفاق مع المليشيا لا يراعي مصالحهم، ناهيك عن القضايا الرئيسية العالقة وفي طليعتها القضية الجنوبية.

وأضافت أن الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية تتطلعان إلى إنهاء الحرب في اليمن، وتعتقدان أنه تم التوصل إلى أساس للقيام بذلك في الرياض يمكن أن يرضي الأطراف الرئيسية، بما في ذلك المجلس الانتقالي الجنوبي، لكن الأطراف الممثلة في مجلس القيادة الرئاسي لم توافق حتى الآن على خطة السلام هذه.

وعلى صعيد تأثير الهجمات الحوثية على سفن النقل البحري، حثّ وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في لقاء جمعه الخميس، مع وزير الخارجية الصيني، على الانضمام إلى قوة العمل المتعددة الجنسيات لحماية الشحن في البحر الأحمر وخاصة باب المندب. وقال بلينكن إن الصين، مع إيمانها بحرية الملاحة والاعتماد على البحر الأحمر في تجارتها البحرية، يجب أن تقدم إما طاقمًا أو سفينة لقوة الحماية المتعددة الجنسيات. وسيمثل هذا مثالا نادرا للتعاون البحري الصيني الأمريكي.

والأحد قال بلينكن: إن حكومته فرضت على جماعة الحوثي عقوبات تستهدف أفراداً وكيانات في اليمن ودولا أخرى، مؤكداً أن بلاده "ستتخذ كل الإجراءات الضرورية لحماية جنودها ومواطنيها وكذلك النقل البحري" دون أن يستبعد خيار التحرك العسكري.

وأضاف بلينكن في مقابلة مع قناة "ABC News"، إن سفن دول عدة مُهددة بالهجمات التي يشنها "الحوثيون" في البحر الأحمر، معتبراً أن التهديد لا ينحصر على إسرائيل وواشنطن فقط، في الوقت الذي تقول فيه جماعة "الحوثي" إن السفن المتجهة إلى إسرائيل ستصبح "هدفاً مشروعاً" لها، وذلك في إطار دعمها لغزة.

وحذّر الوزير الأميركي من أن الهجمات الصاروخية على السفن التجارية في البحر الأحمر من قِبل "الحوثيين"، باتت تشكل تهديداً كبيراً ليس فقط لإسرائيل، والولايات المتحدة، بل لعشرات الدول التي تعتمد على هذا الممر المائي الدولي لنقل البضائع بشكل يومي ما يعني أن سفن دول عديدة أصبحت معرضة لخطر "الهجمات الحوثية".

وعقب استهداف الناقلة النرويجية "ستريندا" الثلاثاء، بصاروخ «كروز»، حذّرت بريطانيا من أزمة غذاء قد تواجهها اليمن نتيجة ارتفاع تكاليف الشحن، وعدم رغبة السفن المخاطرة في هذه المنطقة المضطربة.

وبحسب السفيرة البريطانية لدى اليمن عبدة شريف، في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء الحكومية "سبأ" -النسخة الشرعية- فإن "التهديدات المستمرة للشحن التجاري الدولي ستؤدي في النهاية إلى تقييد توافر الغذاء"، مشيرة إلى أن "هجمات الحوثيين الأخيرة على الشحن الدولي واستيلاءهم غير القانوني على سفينة (MV GALAXY LEADER) تقوض أمن اليمن، وخاصة الأمن الغذائي". 

وجددت عبدة شريف "التزام المملكة المتحدة، بحماية سلامة الشحن في المنطقة، والمطالبة بالإفراج الفوري وغير المشروط عن السفينة (MV GALAXY LEADER) وطاقمها".

وفيما يتعلق بعملية السلام اليمنية، أكدت شريف، أن "الجزء الحاسم من الرحلة نحو السلام هو الحوار اليمني - اليمني، ويجب أن يكون الشعب اليمني قادراً على تحديد مستقبله"، مشددة على دعم المملكة المتحدة إلى جانب الشركاء الدوليين، للمبعوث الخاص للأمم المتحدة هانز جروندبرج في هذا المسعى الحيوي، كما أثنت على الجهود المتواصلة التي تبذلها المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان للمضي قدماً في عملية السلام.

وكان وزير الخارجية في الحكومة الشرعية، أحمد عوض بن مبارك، قال في تصريحات لصحيفة "الشرق الأوسط"، إن جماعة الحوثي تستخدم أمن البحر الأحمر للدعاية الإعلامية لأغراض داخلية، مشيراً إلى أن حقيقة الأعمال التي تقوم بها الجماعة لا تمتُّ بصلة لنصرة الأشقاء في فلسطين، على حد قوله.