مقتل اللواء العبيدي يلقي بظلال قاتمة على مطالبات الرئاسي بدعم عسكري دولي

تقارير - Tuesday 20 February 2024 الساعة 07:37 pm
تعز، نيوزيمن، خاص:

مع استمرار مطالبات رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي بدعم عسكري دولي للقضاء على القدرات العسكرية لجماعة الحوثي، جاءت جريمة قتل مدير دائرة التصنيع الحربي بوزارة الدفاع حسن بن فرحان الجلال لتلقي بظلال قاتمة على المشهد اليمني المليئ بالضبابية والغموض مؤخراً.

المستجدات الراهنة في المشهد السياسي والعسكري اليمني أتاحت لكثيرين التكهن بوجود طابع اغتيال سياسي للواء حسن بن جلال العبيدي، لكن وزارة الداخلية المصرية التي وقعت الجريمة في أراضيها، حسمت الأمر بأن الجريمة ذات طابع جنائي بغرض السرقة ونشرت صور المتهمين وبياناتهم الشخصية، إضافة إلى جزء من اعترافاتهم في التحقيق الأولي. 

حسب المعلومات المتوافرة حتى الآن كان الجلال في زيارة خاصة إلى مصر منذ أسبوع، وبعض المعلومات تفيد أنه في مصر منذ 20 يوما، قادما من تركيا، ورغم بيان الداخلية المصرية وبيان السفارة اليمنية بالقاهرة، في توضيح ملابسات الجريمة، فلا تزال هناك بعض الحلقات المفقودة في القضية.

حسن صالح بن فرحان الجلال العبيدي هو مهندس مختص بالتصنيع الحربي منذ عهد الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، حيث قام بإنتاج ما يقارب 600 مدرعة عسكرية طراز "الجلال 1 و2 و3"، كما قام خلال سنوات الحرب مع مليشيا الحوثي بابتكار صواريخ محلية الصنع ضد الدروع، بالإضافة إلى قيادته لكتيبة عسكرية ضمن الجيش الوطني، ومؤخرا أسس الجلال كيانا سياسيا أفادت بعض المعلومات المتداولة بأنه كان يسعى لحشد الدعم له.

بالنظر إلى وضع مجلس القيادة الرئاسي الراهن ومطالباته المتكررة للمجتمع الدولي بدعم جهودها عسكريا واقتصاديا لمواجهة مليشيا الحوثي واستعادة مؤسسات الدولة، كان يمكن أن يلعب حسن الجلال العبيدي دورا مهماً في تقوية الترسانة العسكرية للحكومة الشرعية، لكن مقتله في هذا الظرف سوف يصعّب مهمة الحكومة في أي مواجهة عسكرية محتملة مع المليشيا الحوثية التي أصبحت تمتلك ترسانة من الصواريخ البالستية والطيران المسير والزوارق المسيرة أيضا، ومعظم هذه الأسلحة مصنعة محليا بمساعدة خبراء إيرانيين وخبراء تصنيع من ضباط وأفراد الجيش اليمني الذين بقوا في مناطق سيطرة الجماعة.

كما أن مطالبات الرئيس رشاد العليمي المتكررة للمجتمع الدولي بدعم الحكومة الشرعية لبسط سيطرتها على كامل التراب اليمني، من اجل وضع حد لتهديد تلك المليشيات، للملاحة البحرية والامن الاقليمي والدولي، تشير إلى أن المجتمع الدولي لديه مقاربات مختلفة للوضع في اليمن. ورغم أن الولايات المتحدة وبريطانيا أصبحتا في مواجهة مع مليشيا الحوثي بسبب هجماتها على سفنهما والسفن المرتبطة بإسرائيل، إلا أن مسؤولين أمريكيين ما زالوا يتحدثون عن دعم واشنطن لجهود السلام التي يقودها مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس جروندبرج. حيث قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينج، السبت، إن بلاده تعرف ما هي الرسائل التي ترسلها للحوثيين لكي يوقفوا هجماتهم على سفن واشنطن ولندن وتل أبيب.

هذا وكانت آخر الإجراءات التي اتخذتها واشنطن ضد الحوثيين تصنيفهم كمنظمة إرهابية عالمية على نحو خاص، وهو التصنيف الذي طالب الرئيس رشاد العليمي المجتمع الدولي بتوسيعه.

ووجه الرئيس العليمي في مقابلته السبت مع قناة "العربية الحدث"، انتقادا صريحا لتعاطي المجتمع الدولي مع مليشيا الحوثي، قائلا: "المجتمع الدولي ما يزال منشغلا بسؤال متكرر: في حال توقفت الحرب في غزة، هل يتوقف الحوثي عن التصعيد في البحر الأحمر؟".

وأضاف: "الأكيد هو أن البحر الأحمر لن يتوقف أبدا عن كونه بؤرة توتر قابلة للانفجار عند كل منعطف سياسي في ظل استمرار سيطرة المليشيات على المناطق الساحلية المشاطئة له"، لافتا إلى أن "المدخل الوحيد الصالح للاستثمار طويل الأمد في اليمن هو دعم الدولة اليمنية ومساعدة سلطتها الشرعية في بناء المؤسسات، وتجفيف مصادر الأموال والسلاح".

ورغم ذلك، فقد كان حسن الجلال العبيدي بمثابة المعادل الموضوعي لدى الحكومة الشرعية والأطراف المنضوية في معسكرها، مقابل الخبرات التصنيعية الحربية التي تمتلكها مليشيا الحوثي. ولعل فقدان الشرعية لكفاءة في التصنيع الحربي بحجم اللواء بن جلال، سيكون تنبيها لها بالحفاظ على بقية الخبرات لديها والتوجه نحو الاستفادة منهم وتفعيل دورهم في وزارة الدفاع. وبدون هذا التوجه لا يبدو أن المجتمع الدولي سيعير مجلس القيادة الرئاسي اهتماما في مطالباته بتعزيز قوته العسكرية، خاصة مع عدم اهتمام المجلس والحكومة بالكفاءات والخبرات المحلية.