تصعيد حوثي في الضالع ولحج ينسف جهود السلام

الجبهات - Wednesday 03 April 2024 الساعة 09:20 pm
عدن، نيوزيمن:

في الوقت الذي يواصل فيه المبعوث الأممي إلى اليمن السيد هانس غروندبرغ جولاته لتعزيز فرص إحلال السلام، صعدت مليشيا الحوثي، ذراع إيران في اليمن، من عملياتها العسكرية صوب المحافظات المحررة من سيطرتها في تأكيد واضح على نوايا هذه العناصر التي لا تفهم سوى لغة الحرب والسلاح.

اتجاه الميليشيات الحوثية إلى التصعيد في الجبهات داخلياً جاء عقب استثمار شماعة الحرب في قطاع غزة، فجرى الدفع بتعزيزات كبيرة ممن تم تجنيدهم ضمن عمليات التعبئة التي حملت مسمى الاستعداد لـ"المعركة المقدسة وتحرير الأقصى".

وعلى مدى اليومين الماضيين، شنت الميليشيات الحوثية عمليات عسكرية مكثفة صوب مواقع القوات الجنوبية في جبهات الضالع ولحج. وتكبدت الميليشيات خلال هجماتها الفاشلة خسائر كبيرة في عناصرها وعتادها.

وقال المتحدث الرسمي باسم القوات الجنوبية، المقدم محمد النقيب، إن القوات المرابطة في جبهة كرش تمكنت من إحباط محاولة تقدم نفذتها ميليشيا الحوثي صوب مواقع القوات الجنوبية.

وقال النقيب، في تغريدة نشرها عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، تصدت القوات الجنوبية في جبهة كرش بشجاعة وحزم لهجوم شنته المليشيات الحوثية، ونجحت في تنفيذ هذا التصعيد بنجاح. وأضاف، يأتي هذا الانتصار كتجديد لسلسلة الهزائم والخسائر التي تكبدتها مليشيات الحوثي في مواجهة القوات الجنوبية. ويعتبر هذا التصعيد من جانب مليشيات الحوثي تأكيدًا منها على أنها قد اتخذت قرار الانتحار مجددًا، حيث تواصل محاولاتها اليائسة للتوغل في جبهات الجنوب الحدودية.

بحسب مصادر ميدانية أسفرت المواجهات العنيفة التي اندلعت بين الجانبين عن استشهاد الملازم سمير الفقيه أبو عبود، قائد المقاومة الجنوبية كرش- رئيس اللجنة الأمنية بالمجلس الانتقالي بمديرية كرش، و3 جنود آخرين هم: حامد العزي، خلدون مهدي سريع، اثير غالب.

التصعيد في كرش لحج، جاء في ظل عودة المواجهات العنيفة إلى جبهات “مريس، والجب، وصبيرة، والفاخر، والثوخب” شمال وشمال غرب الضالع.  وسجلت هذه الجبهات خسائر فادحة في صفوف الميليشيات الحوثية التي استقدمت تعزيزات كبيرة من معسكرات الحشد التي أسستها استغلالاً للحرب الدائرة في قطاع غزة.

خروق موثقة 

بدورها دائرة حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني في مكتب رئاسة الجمهورية، وثقت (24,697) حالة انتهاك وخرق للهدنة الأممية ارتكبتها ميليشيا الحوثي خلال الفترة من 2 أبريل 2022 وحتى 31 ديسمبر 2023م.

وأشارت الدائرة في تقرير صادر عنها، إلى أن الميليشيات الحوثية ارتكبت (6557) حالة انتهاك لحقوق الإنسان، فيما تم التحقق من قتل (1245) مدنيا، بينهم (250) طفلاً و(68) امرأة و(37) مسنًا، و(890) رجلاً، وإصابة (2141) آخرين، نتيجة الاستهداف المباشر وعمليات القصف العشوائي بالأسلحة الثقيلة والطيران المسير.

وأشار إلى تسجيل (776) حالة اختطاف لمدنيين، بينهم (26) مسنًا و(61) طفلاً و(6) نساء، وتسجيل (126) حالة اختفاء قسري لمدنيين، بينهم (14) طفلاً و(5) نساء و(4) مسنين، كما وثق (170) حالة تعذيب جسدي ونفسي. وأكد بأنه تم التحقق من وفاة (28) معتقلاً جراء التعذيب و(22) آخرين نتيجة الإهمال الطبي في السجون والمعتقلات التابعة لجماعة الحوثي. كما وثق التقرير (18,171) خرقًا للهدنة الإنسانية التي أعلنها مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في اليمن والتي بدأت في 2 أبريل من جانب واحد.

وأوضح أن محافظة الحديدة، سجلت (6,503) خروق، ومحافظة تعز ب(3,458) خرقًا، ومحافظة حجة بـ(2,567) خرقًا، ومحافظة مأرب (2,218) خرقًا، ومحافظة الضالع (1,661) خرقًا، ومحافظة الجوف (1,642) خرقًا، ومحافظة صعدة (122) خرقا. ورصد التقرير مقتل (472) مدنيا، بينهم (139) طفلًا، و(32) امرأة، و(20) مسنًا جراء الألغام الحوثية التي تسببت أيضا بإصابة (580) آخرين، بينهم (190) طفلاً، و(49) امرأة، و(19) مسنًا، توزعت على (16) محافظة.

جهود نحو السلام

ومنذ منتصف مارس الماضي، يقوم المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، بجولة مكثفة إلى عدة دول شملت كلا من أميركا والسعودية وسلطنة عمان وروسيا. والتقى فيها المبعوث بكبار المسؤولين الدبلوماسيين في تلك الدول في ظل التحركات المكثفة التي يجريها المبعوث من أجل دعم جهود إيقاف التصعيد الداخلي في الجبهات والبحر الأحمر، والعودة إلى خارطة الطريق التي جرى الإعلان عنها في ديسمبر لإحلال السلام في اليمن.

المبعوث خلال اللقاءات المكثفة التي أجراها آخرها في موسكو، في 29 مارس الماضي، أكد أن الجهود الأخيرة المبذولة هدفها دعم الأطراف اليمنية إلى التوصل إلى اتفاق بشأن خارطة طريق ولتنفيذ التزاماتهم بوقف إطلاق النار، وتدابير لتحسين الظروف المعيشية في اليمن، واستئناف عملية سياسية جامعة برعاية الأمم المتحدة. 

وأعرب المبعوث الأممي غروندبرغ عن تقديره لوحدة مجلس الأمن في دعم جهود السلام في اليمن، وشدد كذلك على أهمية استمرار الدعم المتضافر من المجتمع الدولي لتيسير التوصل إلى حل سلمي للأزمة اليمنية.

تحركات غروندبرغ، أعقبها تحركات مماثلة يقودها حالياً المبعوث الأميركي إلى اليمن، تيم ليندركينغ، إلى المنطقة في جولة جديدة هدفها الضغط على الجماعة الحوثية لوقف هجماتها البحرية. واستهل المبعوث الأميركي جولته من السعودية يليها سلطنة عمان. وتتركز الجولة على مناقشة الشركاء حول الحاجة إلى وقف فوري لهجمات الحوثيين التي تقوّض التقدم في عملية السلام اليمنية وتقديم المساعدة الإنسانية إلى اليمن وغيرها من الدول المحتاجة.

وأكد البيان أن واشنطن لا تزال ملتزمة التزاماً راسخاً بدعم السلام الدائم في اليمن والتخفيف من الأزمات الإنسانية والاقتصادية المعقَّدة التي تضر الشعب اليمني. وأنها ستدعم العودة إلى جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة بمجرد أن يوقف الحوثيون هجماتهم العشوائية.

والتقى المبعوث الأميركي، في الرياض وزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني، الدكتور شائع الزنداني، مؤكدًا تطلعه للعمل معًا نحو إحلال السلام في اليمن.

وجرى في اللقاء مناقشة مستجدات الأوضاع في بلادنا والمنطقة، واستعراض آفاق العملية السياسية للوصول إلى تسوية سلمية لانهاء الحرب في اليمن. وجدد وزير الخارجية وشؤون المغتربين التزام الحكومة بتحقيق تطلعات الشعب اليمني بتحقيق السلام واستعادة الأمن والاستقرار وإنهاء انقلاب مليشيا الحوثي.

وأكد ليندركينج دعم الإدارة الأمريكية لجهود تحقيق السلام الدائم في اليمن والتخفيف من الأزمتين الإنسانية والاقتصادية، ودعم جهود مجلس القيادة الرئاسي والحكومة الشرعية في هذا الإطار.