تحليل الروابط بين إيران والحوثيين والصومال: أبعاد جيوسياسية واستراتيجية

تقارير - Tuesday 25 June 2024 الساعة 09:16 am
نيوزيمن، كتبت/ رولا القط:

في السنوات الأخيرة، أصبحت الروابط بين إيران وجماعة الحوثي في اليمن، وكذلك صلات إيران بالصومال، محط اهتمام كبير من قبل المحللين الدوليين. هذه العلاقات تعكس الأهداف الاستراتيجية لطهران في المنطقة، حيث تسعى لتعزيز نفوذها السياسي والعسكري، وتوسيع دائرة تأثيرها في الشرق الأوسط والقرن الإفريقي. يهدف هذا المقال إلى استكشاف هذه الروابط وفهم الأبعاد الجيوسياسية والاستراتيجية لها. 

إيران والحوثيون: دعم عسكري واستراتيجي

بدأت العلاقة بين إيران والحوثيين تتبلور بشكل واضح منذ اندلاع الحرب الأهلية في اليمن عام 2014. إيران تعتبر الحوثيين شريكاً مهماً في مواجهتها مع السعودية والتحالف الذي تقوده في المنطقة. الدعم الإيراني للحوثيين يتنوع بين الدعم العسكري، من خلال تزويدهم بالأسلحة والتدريب، والدعم المالي واللوجستي. 

أهداف إيران في دعم الحوثيين:

الضغط على السعودية: الحوثيون يشكلون تهديداً مباشراً للأمن السعودي من خلال إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة عبر الحدود.

تعزيز النفوذ الإيراني: يمكن لإيران استخدام الحوثيين كأداة لتوسيع نفوذها في شبه الجزيرة العربية والتحكم في الممرات البحرية الحيوية، مثل مضيق باب المندب. 

إيران والصومال: استغلال الفوضى لتحقيق أهداف استراتيجية

على الرغم من أن الصومال قد يبدو بعيداً عن الساحة الإيرانية التقليدية، إلا أن طهران ترى في الفوضى المستمرة في الصومال فرصة لتعزيز نفوذها. تُظهر الأدلة أن إيران تسعى إلى بناء علاقات مع بعض الفصائل الصومالية، وذلك لعدة أسباب: 

أهداف إيران في الصومال:

الممرات البحرية: الصومال تقع على أحد أهم الممرات البحرية في العالم، وإيران تسعى لضمان أن تكون لها سيطرة أو على الأقل تأثير في هذه المنطقة.

تهريب الأسلحة: الصومال يمكن أن يكون محطة في شبكات تهريب الأسلحة الإيرانية، التي تمد الحوثيين بالأسلحة.

الربط بين الحوثيين والصومال: شبكة تهريب معقدة

تشير تقارير متعددة إلى أن إيران تستخدم السواحل الصومالية كمنطقة عبور لتهريب الأسلحة إلى الحوثيين. هذه الشبكة المعقدة تشمل نقل الأسلحة عبر البحر، حيث تلعب القوارب الصغيرة دوراً محورياً في هذا السياق. الصومال بفضل سواحله الطويلة وغير المستقرة، يوفر بيئة مثالية لهذا النوع من العمليات. 

آلية تهريب الأسلحة:

النقل البحري: تُنقل الأسلحة من إيران إلى الصومال، ومن ثم يتم نقلها براً أو عبر البحر إلى اليمن.

الدعم المحلي: الفصائل الصومالية قد توفر الغطاء والحماية لهذه العمليات مقابل دعم مالي أو عسكري من إيران. 

الخلاصة 

إن الروابط بين إيران والحوثيين والصومال تتجاوز العلاقات التقليدية، حيث تعكس استراتيجية إيرانية أوسع لتعزيز نفوذها في المنطقة، والضغط على خصومها الإقليميين. من خلال دعم الحوثيين واستغلال الفوضى في الصومال، تسعى إيران لتحقيق أهدافها الجيوسياسية والاستراتيجية، مما يضيف طبقة جديدة من التعقيد للصراعات المستمرة في الشرق الأوسط والقرن الإفريقي.