نجل المختطف السقاف يروي تفاصيل صادمة لتلفيق مليشيا الحوثي تهمة التجسس لوالده

تقارير - Friday 28 June 2024 الساعة 11:11 am
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

في رواية صادمة لظروف اختطاف والده وتلفيق تهمة التجسس الزائفة ضده من قِبل مليشيا الحوثي، يروي نجل عبدالقادر السقاف كيف تعاملت عناصر ذراع إيران مع والده ومع أسرته، بما في ذلك الألفاظ العنصرية التي تلفظوا بها على الأسرة... وتفاصيل أخرى تُظهر جزءاً من بشاعة الوجه الحوثي عن قرب.

يقول أحمد السقاف: 

تقاعد والدي عبدالقادر السقاف عن العمل في سنة 2014 واعتزل عالم السياسية الذي لطالما كان فيها حيادياً. فضل تقضية وقته بين أهله والمساعدة في الاعتناء بأحفاده وممارسة هوايته كالمشي وممارسة التمارين للمحافظة على صحته ولياقته.

>> المختطف "الأغبري" وتهمة التجسس.. أكاذيب حوثية لنهب مليون دولار

الوالد إنسان بشوش وودود، كل من يعرف الوالد يشهد بنزاهته وانتمائه وحبه للوطن. وجميع القيادات الوطنية من جميع ومختلف التوجهات كانت تشيد بذلك، بالإضافة إلى خبرته في المجال السياسي التي صبت في خدمة مصالح اليمن ولا غير.

عمل والدي لسنوات في مساعدة المحتاجين وتعليم الشباب، ليس فقط خلال عمله بل وبصفة شخصية كذلك.

لم يغادر والدي اليمن منذ عام 2014، ورفض الجرين كارد (تسمح للموظف وأفراد أسرته بالهجرة) التي تقدم لجميع الموظفين 

المحليين بعد قضاء ما لا يقل عن 15 سنة رغم التزكيات؛ لاعتزازه وأمانه الكبيرين بوطنه والإيمان، رغم الظروف، بأنه لا يوجد بلد أفضل من اليمن متفائلاً بعودته وازدهاره.

>> ضبط شبكة التجسس.. مسرحية حوثية فضحتها الاتهامات الملفقة للمختطفين

لكل من لا يعرفه أن يتحرى الصدق ولا ينخدع بتحريف الحقائق عن سياقها. ويمكنكم السؤال عنه؛ اسألوا عنه في كل مجالاته، ولن تجدوا إلا ذكراه الطيبة والسيرة الحسنة.

ظهور والدي في تلك المشاهد المصورة، وهو يدلي باعترافات لا أساس لها من الصحة، كانت مجرد حديث لإرضاء السجان أُجْبِر على قوله تحت الترهيب والتعذيب.

تعرض والدي للاعتقال في 21/11/2021 في تمام الساعة 11 صباحاً من أمام منزلنا الكائن في حي الأصبحي القديم في صنعاء، حيث تم إنزال زوجته (والدتي) من السيارة وإدخالها المنزل وتم أخذه مع سيارته.

وفي تمام الساعة الثانية ظهراً من نفس اليوم، تم مداهمة منزلنا من قوة عسكرية عبارة عن 14 مسلحاً وعنصرين نسائيين (زينبيات)، ورغم السؤال المتكرر عن هويتهم لم يفصح أي منهم باسمه أو أي جهة ينتمون لها أو سبب اعتقالهم للوالد واقتحامهم المنزل.. بل وكان رد بعضهم بأنه يجب أن نسكت أو سيتم اعتقالنا، ولم يُخفِ البعض منهم امتعاضهم وسخريتهم كوننا ننحدر من محافظة لحج بقول أحدهم (عيال ياتو.. ما أداكم لهانا)!

في تلك الأثناء تم أخذ العديد من المقتنيات الشخصية منها 4 أجهزة كمبيوتر شخصية لجميع أفراد الأسرة وكاميرات وهاردان، ومختلف الوثائق الرسمية من جوازات سفر (حتى جواز مدبرة المنزل الأثيوبية) والشهادات العلمية والعملية لأفراد الاسرة.. وفي الحقيقة لا نعلم ما تم أخده أيضاً بسبب العشوائية ورفض عمل قائمة أو استلام بما تم مصادرته.

رغم الفاجعة لكننا على يقين وأملنا بالله بأن يتم الإفراج عنه.. ولم نتوقع أن يمتد احتجاز والدي لما يقارب الثلاثة أعوام، خلال هذه السنوات طرقنا وناشدنا جميع الجهات المتاحة للمواطن من ضمنها مكاتب شكاوى الأمن والاستخبارات، شكاوى مكتب رئاسة الجمهورية بصنعاء، مكتب الرزامي بهدف معرفة مصيره أو حتى التواصل معه وزيارته في مكان اعتقاله، ولكن دون جدوى. وكان رد جميع الجهات لا نعلم أين هو ومع أي جهة.

في تناقض صارخ للقيم الإسلامية والمبادئ الإنسانية، لم يسمح لوالدي خلال فترة الاعتقال سوى بـ6 مكالمات هاتفية للتواصل معنا وزيارتين إلى جامع الصالح تحت الرقابة وما زلنا لا نعلم ما هي الجهة التي نفذت الاعتقال، لا ندري ما هو الجرم الذي اقترفه حتى ظهور الفيديو والذي كان وقعه عليَّ وعلى الأسرة أشد من خبر اعتقاله.!

تم اعتقال والدي بتهمة لا يعلمها وزُج بسجن مظلم تعرض فيه لشتى أنواع العذاب، وبعد ثلاث سنوات وجد نفسه متهماً بتهمة لم يرتكبها وباطلة، ظهر من ملامح وجهه تعرضه لمعاملة قاسية نفسياً وجسدياً.

عبد القادر السقاف، والدنا العزيز، متهم بالتجسس لصالح أمريكا الذي كان يعمل لدى سفارتها باليمن بشكل رسمي بمهام رسمية واضحة لكل من يعمل في المجال السياسي والعلاقات العامة والدولية، وكل من يعرف والدي يعرف بأنه اختصاصي ومستشار الشؤون السياسية في السفارة الأمريكية في اليمن، والأدلة المقدمة ضده تم تحريفها وطرحها في سياق مختلف ورغم ذلك ضعيفة وغير مقنعة.

نؤكد بأن والدي لم يتورط في أي نشاط غير قانوني، وكل ما تم عرضه مجرد اتهامات زائفة مضللة، وبهذا المنطق فإن أي موظف لدى أي سفارة يعتبر جاسوساً، وأي شهادة تقدير وتوصيات حصل عليها فهي تهمة؟!

والدي عبدالقادر السقاف من أسرة متواضعة لا ينتمي لأي حزب وليس له نفوذ أو سلطة وقع ضحية بإظهار اعترافات مجبر عليها، وخاصة في هذا الوقت بعد نحو ثلاث سنوات لمآرب سياسية لا ناقة له فيها ولا جمل.

إن احتجازه كل هذه المدة سبب معاناة كبيرة لوالدتي ولجميع أفراد الأسرة. نحن نمر بوضع نفسي صعب للغاية وحالة من عدم اليقين والخوف الدائمين ليس فقط بمصير رب الأسرة بل وجميع أفرادها.

ندين الاعتقال والإخفاء القسري للوالد والتهم الملفقة ضده وكل أنواع الظلم.

نحن على يقين ومتوكلون على الله بأن العدالة ستنتصر في النهاية.

نطالب الجهات في صنعاء بسرعة الإفراج الفوري عن والدي وإسقاط هذه التهم الباطلة والزائفة، كما نناشد جميع الأحرار اليمنيين وفي العالم بالوقوف معنا في هذه المحنة حتى يتم إطلاق سراح والدي ويعود لينعم بالحرية التي يستحقها.