تحقيق مصور| مِنزال "يَخْتُل" التقليدي وعودة إلى محمد شاذلي الذي اغتيل بعد مكاتبة الإمام

متفرقات - Thursday 21 February 2019 الساعة 09:58 am
المخا، نيوزيمن، خاص:

(أمين الوائلي واسماعيل القاضي)-- يُعتبر مرسى الصيد التقليدي في شاطئ يختل، شمال المخا، من أهم المراكز التي يقبل عليها الصيادون في الساحل الغربي لليمن وتجار الأسماك، وله شُهرته العائدة إلى عقود مضت.. وسنتعرف إلى حكاية الحاج شاذلي على أيام الإمامة.

الطريقة التقليدية هي أبرز ما يطبع مركز صيد الأسماك في يختل، علاوة على مرسى الصيد المركزي الجديد في واحجة جنوب المخا، والذي يستوعب أكثر من ألف صياد مخاوي، وأضيف إليه الآن آخر في الرويس.

المخاويون من سكان القرية الساحلية الوادعة والواسعة "يختل" يقيمون علاقة وفاء حميمية مع البيئة والمحيط والساحل والبحر وحتى أشرعة القوارب. هنا ما يزال التقليدي بقوارب الشراع يحافظ على حضور نسبي مضفياً طابعاً خاصاً على مركز الصيد والإنزال السمكي التقليدي.

"يختل" الوادعة الرائعة هي في التقسيم الإداري قرية تابعة لعزلة تتبع مديرية المخا، لكنها على الواقع أكثر من تجمع سكاني صغير وأكبر من قرية، إنها مدينة صغيرة وطور التوسع الأفقي بين الساحل ومزارع الداخل جنوب الخوخة وشمال المخا.

تقع يختل إلى نحو 14 كم شمال مركز مدينة المخا. وهي تأسست من وقت مبكر جداً كمكان للاصطياد وبيع الأسماك على طول خط الساحل بين المخا ويختل.

واشتهرت بصيد أنواع "العربي، القطران، البياض، والجمبري"، وصيد الجمبري له طقوسه وتقاليده الخاصة هنا؛ يصاد بالشباك التي تُرمى قريباً من الساحل وتتم مداورتها ليلاً ونهاراً، فيأخذ الصيادون ما في شباكهم ويتركونها على حالها ويبيعون المحصول من الجمبري في القرية أو في سوق المخا.

وكما يشرح آباء الصيد التقليدي في يختل، كان لهدوء المكان بشكل عام أثر كبير في توافر الصيد بكميات كبيرة وحتى قريباً من الساحل، الطريقة التقليدية بقوارب الشراع لا تحمل مساوئ الطريقة الحديثة بقوارب المحركات التي تزعج وتفزع الأسمال وتتسبب بهربها عميقاً أو بعيداً.

وحتى ما قبل الحرب وقدوم المليشيات الحوثية (الذراع الإيرانية في اليمن) التي لوّثت وروّعت وعطلت كل شيء في الساحل الغربي وتهامة، كان صيادو المخا والخوخة وخاصة صيادي "الباغة" في موسم الصيد الرئيس بالساحل الغربي (الخريف/الصيف) يكثرون من الاعتماد على يختل وساحلها الغني.

ومع تكاثر عدد القوارب والصيادين في القرية كبر المرسى وعدد مرتاديه، وأصبح المرسى الذي يعرف عند أهل القرية (مؤسسة)، ولكنه يبقى مرسى تقليدياً، بخلاف المنزالات الجديدة كما هو الحال، مثلاً، في واحجة ومؤخراً فقط أضيف أيضاً لشواطئ وصيادي المخا وجنوب الساحل الغربي مرسى الرويس للإنزال السمكي افتتح مطلع الأسبوع الجاري بتمويل من الهلال الأحمر الإماراتي.

ويأتي إلى منزال الأسماك التقليدي في يختل عدد من تجار الأسماك من مختلف المناطق المجاورة والقرى القريبة علاوة على تجار من محافظات يمنية بعيدة.

وتتنوع الأسماك التي يجلبها الصيادون ومنها (الديرك، السمان، البياض، الزينوب، القد، الباغة، الجحش، العربي، الناقم) وأنواع أخرى وفيرة وشهيرة.

وتكون بيئة بحر يختل في البحر الأحمر، القريبة من جزر أرخبيل حنيش وعوض علي، بيئة وافرة بالأسماك والشعاب المرجانية.

محمد علي إبراهيم شاذلي، هو أحد مصلحي مرسى الصيد في يختل في عهد الإمامة، ويقول أحد أقاربه المتأخرين لنيوزيمن: كانت الأسماك تباع في منزل صغير حينها.. ويدفع الصيادون بأدواتهم التقليدية خُمس الصيد الذي يجلبونه إلى مشايخ كإتاوات لهم باسم الإمام.

فعمد الحاج محمد شاذلي إلى رفع رسالة إلى الإمام يخبره بما يجري في مرسى وقرية يختل الصغيرة مطالباً بإعفاء الصيادين من الإتاوات.

ثم لم يلبث الحاج محمد علش شاذلي أن اغتيل في مدينة المخا.

وتخليداً لواحد من رجال القرية وآباء الصيد في يختل، حملت مدرسة القرية اسمه.

وما تزال مزارع أسماك الجمبري والشنجا (أبو مقص) عامرة بالصيد، ويتم الاصطياد من الممالح الغنية بالشنجا والجمبري في موسم الخريف/ الصيف.

حكايات يختل لا تنتهي، فهنا كما يردد عاشق سواحلي رافق نيوزيمن "الهوى يقتل".

يُتوقع أن يكون شاطئ يختل هو الوجهة القادمة لبرنامج هيئة الهلال الإماراتي لإنشاء وتحديث وتطوير مرسى الصيد وإنزال الأسماك هنا حيث القيمة الرمزية والخلفية التاريخية وخصوصية يختل مكاناً وبحراً ونوعية السمك.