حسابات جبهات وجهات.. حرب باردة شمالاً ساخنة في الأطراف

السياسية - Sunday 07 April 2019 الساعة 01:20 am
نيوزيمن، كتب/ أمين الوائلي:

تتلاقى جبهات في الهدف النهائي وتقارب الغايات بالرغم من تباعد المسافات، كما تلتقي عليها حسابات الترصد التي باتت أكثر وضوحاً وأقل تحفظاً.

ومهما يكن من أمر فإن إسبات محاور وجبهات كثيرة وإسكاتها، بات خارج القابلية للتفسير أو التبرير بمعزل عن المجريات في جبهات مقابلة شهدت وتشهد تركزاً مضاعفاً للتصعيد.

ولا يأتي التصعيد هنا أو هناك إلا بالاعتماد على أفضلية تمتع المليشيات بفواصل طويلة من التهدئة ومأمونية خارطة واسعة من المحاور المتروكة للأريحية.

وليس ثمة خيال عسكري قادر على استيلاد فوائد ودروس استراتيجية يمكن المحاججة بها أو عنها مما يتكرس وتكرسه يوميات (الحرب الباردة) تقريباً.

وباستثناء محاور نشطة في صعدة جهة كتاف البقع، يتعمم لون بارد وخافت ومعطى ملتبس، من مأرب والجوف ونهم وأطراف عمران الشمالية الشرقية وأطراف صنعاء، وحتى البيضاء.

وانتقالاً إلى حجة، وما أدراك ما حجة؛ حيث تتقاصر جميع الحملات والعمليات دون مديرية ثالثة طوال أربعة أعوام، ويصعب تجاوز ذكرى حجور بسهولة حتى مع فاصل تحرك أخير للخامسة توغل في قرى من بني حسن.

تركز الفعل مقدمات وتداعيات، عسكرياً وأمنياً وحزبياً، في حزام مناطق وجبهات الوسط.

في مقابل هدوء وبرود يسود محاور الاشتباك التقليدية المفترضة وجبهات الالتحام المباشر الرئيسية إلى دنو من المعاقل الكبرى والمراكز المباشرة للصدام والاشتباك مع الانقلابيين، تنتقل المعارك وتتنقل وجبات وجولات التسعير بانتقائية مريبة عجيبة إلى محاور وبؤر بعينها في تعز والضالع وعلى أطراف إب جهة الضالع ودمت.

فلماذا ليس في البيضاء الكبيرة الواسعة المترامية أي نشاط، في الأثناء، على مرمى واحد من هنا؟

ولماذا الأقروض، شرقي تعز، الآن وليس في الحوبان شيء مما ينم عن أن جبهة تماس كانت وتبقى هنا؟

ومن كانت له مصلحة -ولا تزال- في إرساء أنموذج الخذلان الكبير انطلاقاً من حجور لتتعاقب حالات تحبيط وتثبيط رافقتها شواهد مسالمة ومشاهد استلام وتسليم؟!

العود أو ناصة وحمك وبيت الشوكي ونقيل حدة، أريدت في مدى رؤية الأنموذج الحجوري أن تكون تحصيل حاصل بناءً على درس أول يُستفاد منه الخذلان ويُراد عنده التسليم والترك أولى وأجدى من التعرض لخسائر باهظة دونما جدوى على اعتبار الحصاد المر في العبيسة وكشر.

واختراقات أريدت أو يراد لها أن تستوطن وتتوغل في حزام وسلاسل الأقروض شرقي تعز يتعامل معها اللواء 35 مدرع بكفاءة وجاهزية عالية حتى الآن، لا يمكنها أن تؤخذ منفصلة عن معركة القديمة بتعز المدينة.

وفي حين أعطيت المليشيات في الحديدة (فوقياً ورسمياً) وقتاً مضاعفاً وأكثر مما تحتمله كل حسابات ومعادلات الاستراتيجيا والمقاربات العسكرية على أي وجه أو وفقاً لأي نظرية، فإن الإهماد والإسبات القسري لجبهة ومعركة الحديدة يتحالف مع الإسبات الطوعي والاختياري لجبهات الشمال والوسط والشمال الغربي. ولكنهما يفترقان في الحيثيات.

الكثير من الأسئلة سوف يحين أن ترد عليها المستويات القيادية العليا، سياسية وعسكرية، ولو لم يحدث ذلك الآن فإنه سيحدث حتماً ولو بعد حين. وسوف تتكفل الأيام نفسها بالإجابة على كل سؤال وغموض والتباس.

ستأخذ معركة أو معارك التحرير وقتها، ولكن لا عودة عن التحرير كهدف نهائي مهما تكن المفاجآت غير السارة أو الانكشافات العملية لحسابات الأطراف على قدم وساق وقُدماً.

ومن العملي جداً الآن ولأغراض انفراز المواقف والمواقع والجهات والغايات أن تتمظهر الأدوات والبصمات القطرية وأن تبرزها الجزيرة في شاشتها تسريبات ومحصولات استخباراتية رافقت وواكبت أحداث المدينة القديمة بتعز. هذا يؤكد مؤكداً ولا يبتدع من غيب. لكنه يفيد في إزهاق الجدل دون الإقرار بالحقائق.