مجموعة الأزمات الدولية تقر بفشل الجهود الأممية في الحديدة: كيف يمكن تجنب نشوب حرب؟

المخا تهامة - Wednesday 24 July 2019 الساعة 01:51 pm
الحديدة/المخا، نيوزيمن، خاص:

أكدت مجموعة الأزمات الدولية، في أحدث تقاريرها بشأن اليمن أعاد ترجمته نيوزيمن، أن اتفاق ستوكهولم الخاص بالحديدة يتداعى، مشيرة إلى ضعف الجهود الأممية واستمرارية الشلل الذي يصيب الحديدة وارتفاع حالات التصعيد واحتمالات العودة إلى معركة استكمال تجريد المدينة والموانئ من أيدي الانقلابيين الحوثيين.

كما يحذر تقرير المجموعة الأخير من ارتباط الوضع في الحديدة مع التصعيد والتوترات الأخيرة بين إيران والولايات المتحدة والغرب وعلاقتها بالهجمات الحوثية على المملكة العربية السعودية.

ويحذر التقرير من إمكانيات اندلاع حرب إقليمية هائلة ساحتها اليمن، بخلفية الأسباب والمقدمات آنفة الإشارة والتي يفصلها معدو التقرير المطول.

تداعي الاتفاق وفشل أممي

وفقاً لتقرير مجموعة الأزمات الدولية، يتداعى اتفاق ستوكهولم الذي توسطت فيه الأمم المتحدة لوقف القتال حول مدينة الحديدة اليمنية المطلة على البحر الأحمر مع تصاعد العنف على الجبهات الأخرى وعبر الحدود السعودية. وهي تقول إنه يجب على الأمم المتحدة تثبيت استقرار اتفاقية ستوكهولم ودفع (..) أطراف النزاع نحو محادثات سلام وطنية.

لكن محادثات السلام التي أفضت إلى اتفاق ستوكهولم، لم تثمر نجاحاً عملياً في الحديدة، ومن غير المعروف ما هي المعايير التي تضعها المجموعة لإطلاق تسمية محادثات سلام وطنية؟

وتقول المجموعة: تعثر اتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة لتجريد مدينة الحديدة اليمنية من السلاح. تصر الحكومة اليمنية على التسليم الكامل للحديدة من قبل الحوثيين، والتي يرفضها الأخيرون. في هذه الأثناء، تكثفت الهجمات الحوثية على الأراضي السعودية والغارات الجوية السعودية في اليمن خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

متابعة، إن حالة الشلل في مدينة الحديدة تعيق الأمم المتحدة من عقد محادثات لإنهاء الحرب وتقوض مصداقيتها كوسيط نزيه. كما أن الهجمات الحوثية المستمرة على الأراضي السعودية، يمكن أن تؤدي إلى مواجهة إقليمية أوسع في وقت تتفاقم فيه التوترات بين إيران والولايات المتحدة وشركائها الإقليميين.

ووفقاً للتقرير، فإن ضُعف الجهود الأممية الدبلوماسية في اليمن في حاجة ماسة إلى دفعة دولية (..) لإزالة العقبات التي تعترض تنفيذ اتفاقية استكهولم.

ومجدداً، الضغوط التي تتحدث عنها المجموعة كانت هي المحرك الرئيس لوقف عملية انتزاع وتحرير المدينة والموانئ واستبقاء الحوثيين والذهاب إلى السويد ولم تثمر المخرجات شيئاً خلال أقل من عام حتى الآن، ومفهوم الضغوط يبقى دائماً محصوراً في جانب الحكومة الشرعية، حيث تعجز أو تفشل الدول العظمى في ممارسة أي ضغط على المتمردين الحوثيين، كما هو الحال أيضاً مع الأمم المتحدة ومبعوثها.

ففي مايو، يقول التقرير، وفي مواجهة عجز الأطراف عن وضع عملية مقبولة للطرفين، أقرت الأمم المتحدة عمليات إعادة انتشار الحوثيين من جانب واحد من موانئ الحديدة ورأس عيسى والصليف. فيما رد فعل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي غاضباً، واصفاً وصف إعادة انتشار الحوثيين بأنها خدعة، واتهم مبعوث الأمم المتحدة الخاص مارتن غريفيث بالتحيز، حتى إنه قطع الاتصال معه لفترة قصيرة.

سيناريو المواجهة

وفيما لا تعرف المجموعة، كما يتضح من سياق التقرير، ما الذي يجب اعتماده فعلياً، الاتفاق أم التراجع عنه باسم التوفيق (..) وبما يلبي أساساً شروط وتعنت الحوثيين، مكتفية بإعادة وتكرار التأكيد: يجب على الأمم المتحدة، بدعم من الدول العظمى، توضيح الحد الأدنى المطلوب لتنفيذ اتفاق الحديدة من أجل "تهيئة الأرضية اللازمة لمحادثات سلام أوسع نطاقاً".

وهذا سيعني بالضرورة التنازل عن شروط ونصوص الاتفاق فيما يتعلق بالسلطة المحلية والقوات الأمنية والمحلية، كما سيقول التقرير نصاً في مكان آخر.

"إن ضُعف الجهود الأممية الدبلوماسية في اليمن في حاجة ماسة إلى دفعة دولية لإزالة العقبات التي تعترض تنفيذ اتفاقية استكهولم." يقول التقرير.

ويضيف: "ورغم أن الإمارات سحبت الجزء الأكبر من قواتها التي قادت الهجوم على الحديدة وتواصل دعم المقاتلين اليمنيين المناهضين للحوثيين على طول ساحل البحر الأحمر، لا تزال القوات المناهضة للحوثيين تعتبر الحديدة هدفاً، وقد تستأنف أعمال القتال بشكل كبير."

يخلص معدو تقرير مجموعة الأزمات الدولية إلى النتيجية التالية:

الوقت هو جوهر "المسألة". وبما أن خطر الهجوم على الحديدة قد انحسر في الوقت الحالي، لكن كل يوم يمر دون إحراز تقدم في تنفيذ اتفاق ستوكهولم يعيد منح هذا التهديد حياة جديدة. وفي كل مرة تصل طائرة بدون طيار أو صاروخ حوثي إلى الأراضي السعودية، فإن خطر المواجهة الإقليمية الأوسع نطاقاً يتزايد بشكل متوازٍ. وبلا شك ستكون كلا النتيجتين مأساوية، لكن لا يزال بالإمكان تجنبهما.