المخا.. الرصاص الراجع خطر يدفع ثمنه الأبرياء

المخا تهامة - Tuesday 30 July 2019 الساعة 07:24 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

في الوقت الذي كان فيه أحمد حسين جبلي مستغرقاً في النوم عند السادسة صباحاً بعد عودته من عمله في الصيد ليلاً، باغتته رصاصة راجعة لتصيب ساعده الأيسر على بعد عشرة سم من قلبه.

قال جبلي لنيوزيمن، بعد ساعات من عودته من المستشفى "كان صوت الارتطام عنيفاً إلى درجة أصيبت يدي بالشلل.

يضيف: أحسست بألم شديد، فيما كانت الدماء المتدفقة من ساعدي تزيد مخاوفي من الحادث الذي أصبت به ولم أتمكن من تفسير ما حدث لي لحظتها.

أثناء إصابة جبلي كان أطفاله ينامون بالقرب منه، ولأن الأجواء داخل المنازل المنقطعة عنها الكهرباء حارة في المخا فقد خرجوا للنوم في باحة المنزل المسقوف بسعف النخيل.. يقول جبلي "بعد ما علمت أنها رصاصة راجعة زادت مخاوفي عليهم خلال الأيام الماضية من أن يصابوا بها".

نُقل جبلي إلى مستشفى أطباء بلا حدود وأجريت له عملية استخراج رصاصة بندقية آلية.. وتبين أن الحادث ناجم عن إطلاق الرصاص في الهواء.

لا يكترث البعض بسلامة الآخرين عند إطلاق الرصاص احتفاءً بالأعراس أو الإعلان عن إتمام عقد القران أو استقبال ضيوف قدموا من منطقة أخرى.

والنتيجة معروفة سلفاً، هو أن آخرين يدفعون ثمن ذلك الطيش الذي يجب أن يقابل بالحزم ومعاقبة مطلقي النيران بالأعراس منعاً لحدوث إصابة جديد.

قبل نحو أسبوع نشر أحد الناشطين بإحدى مجموعات المخا صورة لشاب اخترقت رصاصة راجعة كتفه لتظهر بعد قطعها عشرين سم تحت جلد ظهر الضحية ملتصقة في طرف الجرح.

قد لا يكون ذلك الضحية أحد أبناء المخا، لكن المنشور كان يتحدث عن مخاطر الرصاص الراجع مما يؤكد أنه ضحية للرصاص الراجع، وقد كُتبت له السلامة مثلما كتبت لجبلي.

وجبلي نازح فرَّ من بطش مليشيات الحوثي في حيس ليستقر في حارة العمودي بالمخا، ويعمل في مجال الصيد لإطعام أسرته.. وشاءت الصدفة أن يكون جاراً لطفل أصيب هو الآخر بالرصاص الراجع.

يدعى ذلك الطفل علي عبده فتيني، وقد كان مستلقياً على جنبه عندما دمرت رصاصة راجعة إحدى عينيه.

كانت لحظات مؤلمة لطفل استيقظ من نومه على آلام أدت إلى فقدان وعيه، لكن الأقدار شاءت أن يتعافى بعدما تلقى أشهراً عدة من المعالجة الطبية.

تثبت شهادات المصابين أن تلك الأساليب التي يقوم بها البعض بلا مبالاه، ينبغي أن تواجه بحزم، لأنهم قد يتسببون بموت آخرين دون قصد.