الإخوان يهاجمون ابن سلمان قبل ابن زايد.. تظاهرات حوثية إخوانية مشتركة في الخارج ضد التحالف وليست ضد الإمارات فقط

السياسية - Friday 06 September 2019 الساعة 05:55 pm
عدن، نيوزيمن، مهيوب الفخري:

كشفت التظاهرات التي تنظم في دول أوروبية وآسيوية تحت شعار الوحدة والتنديد بالدور الإماراتي في اليمن، أن هذه التظاهرات، التي تساندها وتباركها الشرعية، ليست ضد الإمارات، بل ضد التحالف بشكل عام وبقيادة الرياض التي تتواجد فيها قيادات الشرعية ورئيسها.

ويكفي لمعرفة وجهة ومن يحرك هذه التظاهرات متابعة شعارات وهتافات المشاركين، حيث يعد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان هو الهدف الرئيس للتظاهرات وبلاده أيضا هدف أساس لمن يقف خلف هذه الفعاليات.

يستهدف الإخوان الرياض وقيادتها للتحالف تحت شعار الهجوم على الإمارات، ويهاجمون محمد بن سلمان حين يعلنون انتقاد محمد بن زايد وارشيف التظاهرات موجود على منصات التواصل الاجتماعي، ويكفي الرجوع إليه لمعرفة الحقيقة.

جمعت قطر أنصار الحوثيين والإخوان في سلة واحدة وأخرجتهم إلى الساحات ضد الرياض والإمارات، كما فعلت في 2011، بل إن من كانوا قيادات في الساحات في 2011 هم حاليا من توزعوا على الساحات في الخارج لتنظيم هذه الفعاليات.

كل الذين يتظاهرون اليوم ضد ابن سلمان في الخارج حين هربوا من مليشيات الحوثي كانت السعودية المنفذ الوحيد لهم، ومنها وعبرها توزعوا بعد أن تسلموا دعما ماليا وجوازات بعضها دبلوماسية، ليعودوا اليوم وبإيعاز من قطر يهاجمون التحالف وبمشاركة أنصار الحوثي في الخارج ينددون بالعمليات العسكرية في اليمن.

لم تشهد العواصم التي خرج فيها أنصار الإخوان أي احتشاد أو تنديد بجرائم مليشيات الحوثي التي تشهدها معظم مدن اليمن منذ 5 سنوات وأكثر، وحين منعت الإمارات قواتهم الذاهبة لاجتياح عدن تحرك الإخوان والحوثيون معاً ضد الإمارات وضد الرياض أيضاً.. ولسان حالهم إما تمكنونا من اجتياح عدن أو نرفض وجودكم في اليمن.

هكذا تتجلى انتهازية الإخوان المسلمين في اليمن.. في الرياض تتواجد قياداتهم، وبأموال التحالف وسلاحه يحاربون في الداخل ويجهزون جيوشهم الخاصة، وحين يطالبهم التحالف بالوفاء بما التزموا به ومحاربة مليشيات الحوثي يعلنون أن تحرير صنعاء ليس من جبهة نهم وصرواح المحاذية لجغرافيا صنعاء شمالاً بل من عدن جنوباً. حين يقول التحالف إن هذا مرفوض يقول الإخوان وأنتم مرفوضون، ويخرجون أنصارهم في كل مكان للتظاهر ضد التحالف.

بالأمس قال الإصلاح إن الشيخ حمود المخلافي لا يمثلهم، وإن تصريحاته لا تحسب موقفاً لهم، لكنهم اليوم ومن ساحة الحرية في تعز يهاجمون التحالف ويعلنون موقفاً ضد خيارات الرياض ودعوتها للحوار مع المجلس الانتقالي، ويعتبرون الحوار خيانة للوطن، أي أن من يوافق على دعوة الرياض خيانة، وهذا موقف إصلاح تعز بكلها ولا مجال للقول إن الساحة لا تمثل الإصلاح، لأن الجميع يعرف من يحرك ويحشد ويوجه ويتحدث في الساحة بتعز، وهو الإصلاح وحده ولا يقبل شريكاً له منذ سنوات في تحديد توجه الساحة.

لا يقبل الإصلاح بالانتقالي شريكاً في مواجهة المليشيات، بل ينكر عليه حضوره في الجبهات وفاعليته التي لم يصل جيش الإصلاح المحسوب على الشرعية إلى ما نسبته 10 % منها.. كذلك يرفض الإخوان حديث السفير السعودي، فجر اليوم، عن تضحيات وبسالة الجنوبيين في مواجهة المشروع الإيراني في اليمن، لكنهم لا يرفضون مشاركة أنصار الحوثي في الخارج الذين يشاركونهم التظاهر ضد التحالف.

ما يحدث حالياً محاولة إخوانية للضغط على الرياض من أجل التنازل عن خياراتها السياسية والتحالف بشكل أحادي مع الإخوان وإعلان القطيعة مع بقية المكونات على الساحة والقطيعة معها، وهذا الخيار يقود الرياض عمليا إلى إعلان فشل التحالف ومهمته في اليمن والذهاب إلى بدائل كارثية للتعاطي مع الوضع في اليمن.

الرياض مطالبة بإنقاذ مشروعها الذي الذي أعلنته ضد المشروع الإيراني في اليمن والمتمثل في كسر المليشيات الحوثية وإنهاء سيطرتها على جغرافيا الشمال ولجم المشروع الإخواني الذي يتشارك مع المليشيات مهمة إضعاف دور الرياض في اليمن والرغبة في إفشال مهمة التحالف والإبقاء على الإخوان حليفاً وحيداً للمملكة.