السياسة هي أفخم ما يمكن للإنسان أن يشتغله.
ومن المستحيل أن يكون ما في بلادنا هذه "سياسة" وأن نكون "سياسيين"..
* * *
مدهش كفاح البسطاء من أجل حياتهم.
يستيقظ الناس كل صباح مؤمنين بأنفسهم وبرزقهم ورازقهم..
ويكفيهم من الرزق الكفاف.
يجاهدون يوما طويلا، ويحملهم رزقهم إلى فراش النوم مرهقين.
ولا تنقطع ضحكاتهم.. وصياحهم.. ومشاكلهم.. وأفراحهم.
الحياة هي هؤلاء البسطاء.. هؤلاء المكافحون.
أيا كانت درجة حرارة الصباح، بردا قارسا أو حارا قائضا.. ستراهم ملتزمين للشمس، عند كل شروق.
ماذا يمكن أن يكافئ الأبناء آباء يعملون لحاجتهم هم، كأنهم رئة أو قلب لهؤلاء الأبناء؟
هل يعون ذلك ابتداء؟
الآباء كالرئة، لا تفكر بما تعمل ولأجل من، هي فقط تعمل.
* * *
كل مرة أزور فيها السودان، يعود السؤال الأبدي: كيف لهكذا بلد، عبارة عن خير ممتد في تراب أرضها وقلوب أبنائها النقية، أن تبقى هامشا في التنمية؟
لا نتمناها رأسمالية، لكنها تستحق الأفضل.
* * *
الخرطوم، ستات الشاي وبائعات الفول السوداني والحنظل وسائقو الركشا.. هم حزب الحياة.
والسياسيون يتصارعون في شارعين، ترى في التلفزيون صور مظاهرات ومواجهات وفي غير الشارعين لا يعرف الناس أي شيء.
لا حكومة تعمل ولا معارضة تمثل مصالح الناس.
مجرد صراع في "جالون".