مقاتل عائد (إلى صنعاء) من بيحان، وعسيلان، وحريب، يحدثني عن تفاصيل ما جرى ويجري هناك.
يقول لي بملامحه المتعبة والمنهكة من شدة السهر الطويل: (كانت السماء تشتعل، والأرض تحترق، ومئات المدرعات القادمة تغطي الأرجاء، وعشرات الطائرات المسيرة تلاحقنا، وآلاف الغارات الجوية تستهدفنا، وبيئة سكانية معظم قناعاتها لا يريدوننا، بل ويقاتلوننا بشكل خفي.
المعركة هناك لم تحدث من قبل، ومعركة مأرب بالمقارنة معها مجرد لعب وتسال.
حرب شرسة، وسلاح لا يرحم، وطائرات مسيرة تشبه الذباب بينما تلاحق الفرد الواحد بعدة غارات دون توقف.
المعركة هناك كبيرة، ومخيفة، وتصيب بالجنون.
في المقابل لا يوجد جدية في التصدي والرد العسكري الموازي لهم من قبل مشرفينا!)..
بعدها توقف عن الحديث، ثم سكت، ثم ضحك قليلًا وقال: (والله لو كان القصف الذي وقع علينا في شبوة حدث بأيام الرسول (ص) ما كان دخل الإسلام أحد).
في نهاية حديثه، تنهد كثيرًا من أعماقه بوجع ثم قال: (الذي لم تعلمه الانتصارات، ربما ستعلمه الهزائم).
ربنا يحقن الدم اليمني أينما كان، ومع أي طرف كان..
آمين ..آمين.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك