نبيل الصوفي
المشاورات.. الحوار بين المرجعيات والواقع
يجب أن يكون الحوثي هو الوحيد المتضرر من "مشاورات الرياض". كأي فعالية تجمع خبراء أو أطرافاً للنقاش حول مواجهة المخاطر التي استحدثها الحوثي على الأرض.. أسقط الجمهورية اليمنية وشرد شعبها طمعاً في السلطة لخدمة مشروع الجمهورية الإسلامية الخمينية وبعقيدتها العدوانية.
الشمال كله تحت سيطرة عبدالملك الحوثي.
شرقاً باقي مديريتان في مأرب تبذلان جهداً جباراً في مقارعته، لكنهما تحت رحمة صراع حلفاء 2011 من بقايا الثورة وبقايا النظام.
وغرباً هناك مديريتان من الحديدة و15 من تعز.
وجنوباً، الأرض والناس يتكلمون جنوباً، ويختلفون في رؤيتهم للشمال الذي تحت الحوثي وللشماليين الجوالة خارج أرضهم.
وهذه هي مرجعية الأرض والإنسان، وهي أقوى المرجعيات.
فماذا بشأن هذه المرجعيات التي تحدث عنها أمين عام مجلس التعاون؟
الحوثي أو حلفاء 2011 هم شركاء في المبادرة وفي موتمر الحوار.. ثم يختلفون في قرارات مجلس الأمن، وفي اتفاق الرياض يأتي الجنوب في مواجهة حلفاء 94.
بالنسبة للمقاومة الوطنية لا أدري كيف تصورها الآن لهذه المرجعيات، ومشاركتها في المؤتمر قد تكون مدخلاً لها لتنتج رؤى جديدة تجاه كل ذلك.
هناك جزئية مهمة فيما يتعلق بمخرجات الحوار وجزء من اتفاق الرياض، وهو الأقلمة العامة والمناصفة جنوباً وشمالاً.
وهذه الأقلمة ليس للحديث عنها أي قيمة، لأن كل ما يمكن أقلمته شمالاً هو تحت سيطرة الحوثي.
وجنوباً، فإن هذه المرجعيات تقر له بالمناصفة نظرياً، ولكن كل الأطراف بعد ذلك ترفض هذه المناصفة لأن النصف الذي سيقابله شمالاً ليس لها أي سيطرة عليه.
ربما ان مشاورات الرياض تخرج بمعالجات نظرية.. لننتظر ونرى.