نبيل الصوفي
نخب الماضي.. أضاعت الشمال وتعادي الجنوب
الشمال يدوِّر قبر عبدالفتاح اسماعيل، اللي ما يحبه أصلاً.
عبدالفتاح الذي كانت الوحدة عنده تعني: السيطرة على الشمال من أجل تحديثه وإخراجه من رجعيته.
سقط التحديث شمالاً، وبقت جثث مئات من قيادات ورموز الحركة الوطنية من كل الفصائل ومنهم رؤساء دول وقيادات أحزاب وضباط ومشايخ، وختاماً رأس الدولة والجمهورية بكلها، بدون معرفة ولا حتى يسأل عنهم الشمال ذا.
مشغول بس بعبدالفتاح إسماعيل..
تعرفون لماذا؟
لأن الجنوب لم يعد يعيش في الماضي، صارت له نخب جديدة وقضايا جديدة، ولم يعد عبدالفتاح يثير عراكاً ومخاوف في الجنوب.
أما شمالاً، فبسبب هذه النخبة نفسها، فقد قام يحيى حميد الدين بنفسه يدور قيمة الأرض التي بنت عليها الجمهورية فرزة تعز وجامع الشهداء والمؤسسة الاقتصادية وميداناً للباصات و"خلاء".
نخب الشمال تركت الشمال للخوف والخرف والمهانة، سواءً بقت تحت حكم عبده بدر الدين أو توزعت المصارف تدور لها غنائم جديدة.. لكنها متفقة تدور قبر عبدالفتاح بشجاعة، ها وإلا فين بتودي الشجاعة أصلاً، بترجع تختنق بها وتموت.