فيصل الصوفي

فيصل الصوفي

خاطرات عايد من القاهرة

Sunday 18 September 2022 الساعة 06:04 pm

العميد طارق محمد عبد الله صالح قائد المقاومة الوطنية رئيس المكتب السياسي وعضو رئيس مجلس القيادة الرئاسي، أمرنا أمراً: سافر مصر، فقلنا: يا سيدي سنكتفي بزيارة عدن لإجراء فحوص طبية، قال: إن شاء الله ليس فيك العلة التي تظنها، ولكن سافر القاهرة غير جو.. قلنا: نسافر إذن. وسافرنا، وبعض الناس يقادون إلى الجنة بالسلاسل، وفي القلب والفؤاد ثناء للعميد الذي يهتم لصحة رجاله، كما يهتم بسائر المواطنين الذين يعرفهم، والذين لا يعرفهم أيضاً.. وبفضل عنايته اطمأننا على صحتنا، بمساعدة اللجنة الطبية في القاهرة التي اختارت لنا طبيب نطاس، وأجود مراكز التحاليل الطبية.

زرنا القاهرة عدة مرار من قبل، كان آخرها في خريف العام 2003، هذه المرة فوجئنا بالتغيير الكبير الذي طرأ على العاصمة المصرية.. قيل لنا إن التنمية غير المسبوقة في مصر حدثت في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وفي غيبة جماعة الإخوان المسلمين التي شرعت في التطويح بمصائر المصريين، وبيع مصر للخلان والأخدان، وكادت تنجز المهمة لو لم يعاجلها شعب مصر والقائد السيسي بثورة 30 يونيو.

لقد صار الدين لله، والتدين بقي في غيبة الجماعة التي كانت تتصدر الدعوة الإسلامية بدثار السياسة.. صار لدينا مثال عن الزيف الذي كشفته التجربة المصرية، وهو أن المسلم لا يحتاج إلى شيوخ الدعوة الإخوانية، فالحنيفية واضحة سهلة، وليست كيمياء أو ألغازاً.

لفت انتباهنا هذه المرة أن الناس يعملون، وفرص العمل تتكاثر، وفي الجزء الضعيف من القطاع الثاني، تواجهك عند أبواب المحلات التجارية والخدمية إعلانات من قبيل: مطلوب شبان للعمل.. مطلوب بنات للعمل.. وخلافاً لما كنا نعرفه، صار مطار القاهرة الدولي اليوم يستقبل طائرة كل خمس دقائق وتقلع منه أخرى.

في القاهرة لا يقبل منك مطعم أو متجر أو فندق أو أي منشأة عملات أجنبية.. تعامل بالجنيه فحسب.. عليك أن تحول العملة الأجنبية إلى العملة المصرية الرسمية- الجنيه، ولا يكون ذلك إلا عبر البنوك، وهناك شركة مصر للصرافة تعمل وفاقا لتعليمات البنك المركزي المصري.. ويسألون عن مصدر العملة الأجنبية التي بحوزتك، ولا يمكن صرف دولار أميركي أو يورو أو غيرهما إلا بجواز سفر مثبتة عليه الإقامة القانونية.. هذا التدبير يفيد لجهة مكافحة غسل الأموال وحظر تمويل الإرهاب، ويحفظ للجنيه قيمته، وربما مآرب أخرى.

في مدينة الفيصل بمحافظة الجيزة يكثر اليمنيون.. اشتروا شققاً للسكنى.. كونوا مشاريع ناجحة مثل المخابز والمقاهي ومطاعم للأكلات اليمنية، بما في ذلك العصيد والسلتة، وهناك فرن كدم أيضاً، لكن لا بد من شريك مصري في أي مشروع.. وفي المدينة نفسها تقابل يمنيين يرتدون نفس الأزياء التي اعتادوا عليها في اليمن، والنساء يسرن خلفهم، وكلهن منقبات.. كما جاء يمنيون بنسوانهم للعمل في قطاع التسول، وهذه واحدة من علامات سقوط الكرامة!