نبيل الصوفي
الخطاب الديني بين إرهاب "القاعدة" وأجندة "الإسلام السياسي"
سمعت محاضرات ناصر الوحيشي أمير "القاعدة" الذي قتل في عهد إمارتهم في المكلا، وهو كان من رجال "بن لادن" المقربين قبل مقتله.
طيب ليش يستمر هذا التنظيم؟
إذا كان أميره يطالب أعضاءه بتلك القواعد، فإذاً ليش أصلا يبقى هناك تنظيم؟
يقول في إحداها: "اتعلم شريعة الله مش مسكت لي بندق وحفظت حديث وإلا سمعت رجل يقول لك كلام ثم تردد كالببغاء.
اتق الله في نفسك، عد إلى الله، تعلم الشريعة، اسأل العلماء، ما كلفك الله سبحانه وتعالى أنك تفتي وتجرم وتقتل على أساس أخذت معك بندق وفتحت المكلا وخلاص أصبحت ممكن".
يقول لأتباعه إن الناس لديهم علماء وفتاوى وكثير مما نراه حراما هو عندهم ليس بحرام، حلق اللحية وكشف وجه المرأة والأغاني"..
هل القاعدة خطر في حد ذاته، أم أنه مجرد مساحة لتفريغ شحنات التعبئة الخاطئة التي تصدرها صراعات المصالح وجماعات الإسلام السياسي؟
ما جدوى تجريم الانتماء للقاعدة إذا كانت مساجدنا وعلماء الجماعات الدينية يعبئون الأفراد بما يصبح معه هذا الفرد عبئا حتى على القاعدة نفسها، وقبل ذلك مجتمعه ونفسه؟
لماذا يترك الخطاب الديني بدون تحديد قوي، تفصل فيه مهام الواعظ عن مهام الفقيه عن مهام القاضي.. ويعاد تعريف هذه الوظائف وتحدد مؤهلاتها وشروطها؟
في دول مثل ماليزيا أو الإمارات، يدار المسجد باعتباره أهم مرفق في الدولة، ما هو من شاء بنى مسجد ومن قدر خطب ومن وعظ أفتى.
وفي مصر تستعيد المرجعيات الفقهية دورها، لكن لا يزال الخطاب الديني هو الجدار القصير.. يمكن لأي شخص أن يكتب ويخطب ويحلل ويحرم ويوعظ.
أما في بلادنا، فالمسجد مرفق سائب تماما، لا مرجعية تديره، والأمر مش بس وزارة الأوقاف تحدد خطب حينما تحتاج.
أهم مؤسساتنا وأكثرها انتشارا وتأثيرا، بوابة مفتوحة بلا بواب، ولا يبذل له أي جهد فما بالكم بالجهد الكبير الذي يستحقه دوره.
ظلم أن يبقى التدين رهين الحالات النفسية.