نبيل الصوفي
نساء الريف.. مجاهدات لا تفيهن كلمة شكر
أمي وأختي وأهلي جميعاً، عيال هذه القرى..
القرى التي لا تكترث نساؤها لكل الهرطقات، بيدها تلفون ووصلت إليها المدرسة في زمن الجمهورية ومكنتها غربة عائلها من تلفزيون، وكانت بدأت الغسالة والثلاجة توصل، لكن طارت الدولة بأحلام رعناء للخميني في معاركه القادمة من أكاذيب الغبار..
وبيدها الأخرى، دلو الماء من بئر تبكر له فجراً، وشريم تجز به زرعها لماشيتها التي تسميها كما تسمي أبناءها.
جدول من المهام، تتقاسم وجعه بيقين مع عائلها الذي قد تشرده الغربة عاماً وعامين.. ويعيشان كأنهما معاً 24 ساعة..
علمتنا أمي، وهي اليتيمة الأمية، كنا 7 أبناء وبنات، درستنا جميعاً.. سهرت علينا ولا تزال تسألني قبل النوم وعند إشراقة الضوء: رقدت يا نبيل، صحيت يا بني..
وأنا المشغول بالأوهام والعالم والسياسة، فيما أنا وإخواني بالنسبة لها كل العالم ولا قيمة لروسيا والناتو مقابل أن يستريح أخي أو تسمع صوت أختي..
أمهاتنا وأخواتنا الريفيات.. مجاهدات لا تفيهم كلمة شكر وثناء.
* * *
مشتاق لصنعاء.. لصعدة.. لعمران..
بلادي التي ضاعت في صراعات عبثية ستنتهي ذات يوم ولن يبقى منها شيء.
لن ينتصر عبدالملك الحوثي على الزمان والمكان.
الحياة تغيرت ولم يعد هناك حكم يدوم وهو يفرض على الناس خدمته دون أن يقدم لهم شيئاً..
محصناً باعتقاد فاجر أنه ممثل الدين، وأن حقه في الحكم مبدأ إلهي.
ما نفعت هذه الخبابير قبل مائة سنة، فكيف باليوم وقد تطور العقل الإداري والسياسي الإنساني سنوات ضوئية.
فليعتقد عبدالملك بما يشاء، ستعود الدولة وتكفل لكل اليمنيين حرية المعتقد.. أما أنه سيحكم بهذه الخرافات التي يرويها بسيل يومي من الدماء، فلا.
أحلامه هذه كفر بالحياة والأفكار والإنسان، وحركة كل ذلك هي سنة من سنن الله.