قطر نجحت حتى الآن نجاحا باهرا في تنظيم المونديال.. من جميع النواحي، كل شيء يبدو جميلاً وينتزع الإعجاب من العدو والصديق. سمعة، ونفوذا ماليا، عناصر جذب وتأثير عالميين. أبهة وإتقانا في المنشآت والعمران.
هذا النوع من النجاحات والانتصارات هو ما يناسب هذه الدول والمشيخات الصغيرة الثرية في وضعها الحالي على الأقل.
وهو نوع عظيم لا يستهان به.
تمام عيشوا وافتهنوا الله يهنيكم، يا ليت بس لو تعفونا من اللعب السياسي الفاشل والتخريبي خارج حدودكم، في بلدان كبيرة وفقيرة شديدة التعقيد، بلدان عسيرة على الفهم والتنبؤ والتحكم.
اللعب السياسي الناجح في هذه البلدان -بالمعنى الأخلاقي الإيجابي للنجاح- يحتاج من المهارات والقدرات والإمكانات المعنوية والأدبية أكثر بكثير مما يحتاجه نجاح المونديال أو معرض إكسبو أو سباق الفورمولا.
علماً أننا لا نقلل من قوّة نفوذكم وثقلكم المالي، ولا ننكر ازدهار أحوالكم -بفضل النفط والغاز وحسن الطالع- إلى مستويات تضاهي دول ما يسمى بالعالم المتحضر.
نمطكم السياسي التقليدي داخل دولكم ناجح، لأنه يؤدي أغراضه حتى الآن على أكمل وجه، وهذا هو المهم.
المشكلة فقط هي سياستكم وتدخلاتكم في بلد مثل اليمن، خلال السنوات العشر الأخيرة، هذه السياسة الفاسدة ضررها اليوم كبير وقاس وخطير ولا يُغتَفَر.. لقد فعلتم ذلك إما عن خبث وسوء نية أو عن جهل وغفلة.
صحيح أن جذور الكثير من الآفات والمصائب التي تطفو اليوم على السطح في اليمن هي أقدم من وجود دولتكم نفسها، لكنكم أبداً لم تساعدونا عليها، ليس هذا فحسب، بل بدا الأمر وكأنكم جئتم منذ البداية وبكل ثقلكم لمساعدتها علينا.
كنا على حافة الهلاك، فمنحتونا دفعة سخية قوية إلى قاع الهلاك.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك
