نبيل الصوفي
ذراع إيران وأفغنة اليمن.. أوجاع في القلب وفي الذاكرة
خلال 50 سنة تم تجريف النخبة الحداثية في أفغانستان وتعميق الصراعات وإلغاء كل فرص التعايش، غادر الأفغان بلادهم بسبب صراعات أمريكا والاتحاد السوفيتي.
ومن يومها ماعاد حد قدر يستقر في تلك البلاد، حتى بعد كل التمويلات الدولية ذابت الدولة الجديدة في أسبوع وعادت طالبان كأنها هي كل أفغانستان.
وفي بلادنا، 70 سنة حاولت الجمهورية بناء مكونات حداثية بديلة لما أنتجته "الإمامة"، ثم دهمت إيران البلاد ودعمت جماعة منغلقة بسبب صراعاتها مع العرب، وحاجتها لتهديدات استراتيجية.
وبسبب هذه الحرب بين إيران وبين العرب تم تجريف كل ما بنته الجمهورية.. فغادرت كل القوى الجمهورية أرضها ومجتمعها..
حتى المغترب اليمني الذي ظل يرسل أمواله من غربته إلى قريته على أمل عودته بعد عامين أو ثلاثة ليعيش مع أهله في بلاده، هذا المغترب استدعى أهله وهاجروا معا.
هاجرت رؤوس الأموال..
هاجرت النخب..
هاجرت الأشواق والأرواح.
قبل عامين سافرت إلى جوار شاب يمني معه عائلته، هاجر هو في 2009 على أمل عودته، وقبل عامين جاء إلى إب واصطحب أهله مغادرا بلاده إلى الأبد.
يعيش اليمنيون خارج بلادهم مفتونين بما كانوا ممنوعين عنه، فلولا الحرب ما قدرت أغلب العائلات الهجرة والحياة خارج اليمن.
وفيما يكتوي الآباء بالغربة، تعيش العائلات دهشة الإمكانيات في الاغتراب.
وكلهم سيكونون على موعد مع لحظة الوجع الوطني حين يشتعل في القلب الشوق إلى يمن الأعماق.. مشاعر لا يمكن لأحد ردمها وتجاوزها.
وستكون لحظات وجع إضافية..
الله وحده يعلم كيف سيكون أثرها العاطفي.
تتحول اليمن يوما بعد يوم وجعا في القلب.. في الذاكرة.. وجعا لا يداويه شيء.