عبدالوهاب قطران
عن خروج صنعاء العظيم عشية عيد ثورة ال26 من سبتمبر
يا صديقي العزيز يا شيخ سلطان السامعي من ضللك وغرر عليك أن من خرجوا للاحتفال مساء الإثنين عشية العيد 61 لثورة 26 سبتمبر الخالدة مدفوعون من الخارج؟!
ليعلم الجميع أن صنعاء خرجت في ذلك المساء خروجا عفويا عشوائيا غير مسبوق، عجت معظم الشوارع بشعب صنعاء اليمن، خرجوا كرد فعل على دوس قدس أقداس ثوابتهم الوطنية "العلم الوطني"، بعد أن شاهدوا الجنود ينزعون الأعلام الوطنية من على واجهات سيارات المواطنين بعنجهية وصلف وغطرسة.
استفزتهم تلك الأفعال الإجرامية، فخرج شباب وشابات الجامعات والمدارس، خرج من البيوت كل أفراد الأسر والعوائل، أطفالا، نساء، شيوخا، عجائز، موظفين وموظفات، أساتذة وأستاذات جامعات، جنودا، عمالا، فلاحين، سائقي الدراجات النارية الذين عملوا عرضا رائعا بدراجاتهم النارية والأعلام الوطنية ترفرف على دراجاتهم.
امتلأت شوارع الستين الجنوبي والشمالي، من مذبح إلى أمام رئاسة الجمهورية وبيت بوس، وشارع حدة، وشارع المقالح وشارع الخمسين والأصبحي والقيادة، بالسيارات المليئة بالعوائل أطفالا ونساء مع أرباب الأسرة.
ولأن الخروج كان عفويا وعشوائيا لم يلق حقه من التغطية الإعلامية، والتصوير ومواكبة الحدث، ركز بعض نشطاء الجماعة على التقاط صور لبعض الماجدات وهن يحتفلن بالشوارع بهدف التشويه والإساءة لليمنيات الوطنيات الغيورات على ثوابت وأمجاد اليمن.
أقسم لي ثقة ممن خرجوا مساء الإثنين، أنه لو فتح السبعين في ذلك المساء لكان امتلأ ثلاثة أضعاف سعته الاستيعابية من كثافة الجماهير السبتمبرية التى خرجت في ذلك المساء...
خرجت كل شرائح المجتمع بما فيهن كثير من النساء الهاشميات الوطنيات...
من خرج مساء الاثنين هو الشعب اليمني، وليسوا المؤتمريين ولا العفاشيين، ولم يخرجوا بتوجيهات قيادات المؤتمر التى شاخت وتعفنت وأكل الدهر عليها وشرب، ولا بتوجيهات عفاشية من الخارج كما يريد أن يصور البعض ذلك بخبث..!!
خرج الشعب اليمني بصنعاء وإب والحديدة، خروجا عفويا غير مسبوق، اشتروا الأعلام الوطنية التى حظي سوقها، وارتفعت أسعارها ضعفين مساء الاثنين، خرجوا من البيوت بدون توجيهات أحد وبدون تنظيم أو تنسيق مسبق..
خرجوا خروجا عفويا غير متوقع، خروج الثائرين الغاضبين، خروج أرعب "سلطة المشرفين" بصنعاء.
ولذلك هم فهموا الرسالة وفرملوا، وجمدوا التغييرات الجذرية إلى حين.
وقد كانوا يوم الثلاثاء مصدومين مذهولين، وخفت وهج احتفالهم المحشد له بقوة ونفوذ السلطة منذ أشهر، وانطفأ حماسهم، أمام خروج الشعب يوم الاثنين خروجا غير مسبوق لم يعرف حقيقته سوى أرباب السلطة، ومن شارك بالخروج من أغلبية سكان صنعاء..
ونحن لو لم نكن تحت الإقامة الجبرية وممنوعين من الخروج من بيوتنا، ومهددين بالتصفيات الجسدية في حالة خروجنا من البيوت، لشاركنا الجماهير السبتمبرية العظيمة غضبها واحتفالاتها البهيجة مساء الاثنين بالعيد ال61 لثورة سبتمبر...
فهل قرأ أولو الشأن الرسالة؟
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك