حسين الوادعي
العصر الحديث والقاموس العربي المستهلك
ما معنى شهامة ومروءة وأَنَفَة وكبرياء وإباء وكَرَم.. وبقية القاموس العربي المستهلك للأخلاق "العربية"؟
هل لها معنى من الأساس؟
ما الفرق مثلا بين الشهم وغير الشهم في العمل والانتاج؟
وما دور الأنفة والإباء في التنمية أو حتى في الحروب الحديثة المعتمدة على التنظيم والتقنية؟
وكيف للكبرياء أن تجعل حياتنا افضل؟
وكيف نقيس درجات الكبرياء والشهامة لنحدد نصيب كل فرد منها ونعطيه شهادة حسن أخلاق وكبرياء وإباء!!
ثم ما هو الكرم؟
هل هو أن تصرف أكثر مما تكسب؟ أم أن تتصنع وضعا اقتصاديا أعلى من وضعك؟ أم أن تبيع اثاث بيتك من اجل وليمة استعراض؟
كل هذه الأخلاق كانت صالحة لصحراء القرن السادس والسابع.
أخلاق اليوم مختلفة..
لا أريد منك ان تكون شهما، أريدك أن تتوقف عن الرشوة والمحسوبية.
لا أريد مروءتك، أريدك أن تحترم إشارات المرور وأن لا تعرض حياة المارة للخطر.
لا أريد أنَفَتك، أريدك أن تحترم أمك واختك وابنتك وان لا تتعامل معهن كعبيد أو كائنات دنيا.
لا أريد كبرياءك، أريدك أن تتوقف عن رمي القمامة في الشارع وفتح المجاري على بيوت الآخرين.
لا أريد إباءك، أريدك أن تتوقف عن دس أنفك في شؤوني والتجسس على حياتي الشخصية.
لا أريد كرمك، اريدك ان تلتزم بساعات عملك وواجباتك تجاه المعاملين.
لكل عصر أخلاقه.. وما نحتاجة اليوم هو أخلاق العمل والتسامح والمساواة والإنتاج واحترام القوانين وتقدير الخصوصيات والاختلافات.. وهذه الأخلاق موجودة اليوم وإن كانت ناقصة.
الأنفة والكبرياء والشهامة مفاهيم غير واضحة أولا، كما أنها ظهرت في عصر الخيول والخيام والمضارب والغزوات وقد انتهى عهدها.
لكل زمن أخلاقه.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك