يضرب الإرهاب الحوثي المدعوم إيرانياً اليمن منذ 2004. وبرغم الكلفة الباهظة لحروبهم ضد اليمنيين، إلا أن دولًا كثيرة، إقليمية ودولية، انخرطت مع ذلك النتوء الإرهابي؛ بصور وأشكال مختلفة، انطلاقا من مصالح خاصة بها لا تتقاطع مع مصالح اليمنيين.
ولذا فالنتيجة اليوم تمثلت بتضخم الإرهاب الحوثي وتمدده من البر اليمني إلى البحر الدولي. وبرغم هذا العبث ما زالت دول عديدة لا تريد لهذا النتوء الضار أن يزول، فقط يريدون أن يعود ذلك الإرهاب من البحر الدولي إلى البر اليمني، لقناعتهم أن بقاءه في اليمن يمثل فائدة عظيمة لمصالحهم لابتراز دول المنطقة الغنية.
الملاحظ أن معظم اليمنيين سعداء بجرائم الحوثية في البحر الأحمر، مع أنهم يعلمون أن نتائجها ستفاقم مآسيهم ونكبتهم الداخلية، ولكن سعادتهم تأتي من زاوية أن بركات نيران الحوثية وسمومها بدأت تلامس أطراف خيوط مصالح الدول الخارجية.
ولذا لا حل أمام العالم للتخلص من الإرهاب في البحر الأحمر إلا بالقضاء على جذوره وتجفيف منابعه، بسياسات غير مُسيسة وبأدوات حاسمة لا ناعمة، بعد أن تبين أن سياسات إدارة الجماعات الإرهابية لأغراض تحقيق مصالح هنا أو هناك لهم لن يحقق أمنا دوليا وسلاما عاما؛ يصب في صالح الجميع.
الخطورة الأكثر خطرا اليوم هو أن تساهل المجتمع الدولي مع الجائحة الحوثية سيدفع بالشباب اليمني اليائس للانخراط مع تلك الميليشيات في حروبها العنصرية المستمرة، طلبا للقمة العيش، ونكاية بالجميع.
من صفحة الكاتب على الفيسبوك