انقلب الهجوم الوهمي الإيراني على إسرائيل إلى مسارات دعابية إنهالت بها جموع الشعوب العربية والغربية في وسائل التواصل الاجتماعي حول العالم ولم يكد يخلو أي منشور أو رأي، استهزاءً بذلك الهجوم حتى جاءت الآراء السياسية بالمسار السياسي لتوضح كيف أن إيران بعظمتها النووية الكاذبة لم تستطع أن تخدش ولو بجرح بسيط بني صهيون الذين لم يألوا جهدًا ولم يغمض لهم جفن وهم يستهدفون كبار القادة والسياسيين الإيرانيين.
فلم تكد إيران أن تمحو فضيحتها الأولى باستأذانها الأمريكان بالرد على هجماتهم بالعراق والذي خرج الرئيس السابق دونالد ترامب بفيديو وقال إن الإيرانيين اتصلوا بإدارته (عقب مقتل سليماني)، وقالوا "ليس لدينا خيار، علينا أن نضربكم لحفظ ماء الوجه" وأضاف ترامب بذات الفيديو وقال إن الإيرانيين قالوا: "سنقوم بإطلاق 18 صاروخًا على قاعدة عسكرية معينة لديكم، لكن لا تقلقوا، لن تصل الصواريخ إلى القاعدة".
وعليه فخمسة من الصواريخ التي أطلقتها إيران انفجروا في الهواء. والآخرون سقطوا خارج منطقة القاعدة.
اليوم تتكرر المسرحية والاستهلاك الإعلامي مرة أخرى ولكن هذه المرة مع الكيان الصهيوني كردٍ على استهداف القنصلية الإيرانية في سوريا لتعلن إيران أنها سَيَّرت أكثر من 200 طائرة مسيّرة وصواريخ لاستهداف الكيان الصهيوني والذي زمَّنته بإعلان رسمي بأنها ستصل خلال 9 ساعات لأماكن وصولها داخل الأراضي الفلسطينية المحتله كنوع من التنبيه العلني هذي المرة بأن "لا تقلقوا" كما حدث مع الأمريكان. ليعلن مندوب إيران في الأمم المتحدة توقف الهجوم الوهمي كرد فعل وتبث بعدها إسرائيل مقاطع لإقلاع الطيران من قاعدتها العسكرية التي زعمت إيران أنها استهدفتها.
هي مسرحيات تقودها إيران ووكلاؤها في المنطقة بالعراق وسوريا ولبنان واليمن ولا يمكن لجمهورية إيران أن تدخل في مواجهات مباشرة أو حرب مع دول الغرب أو إسرائيل، فهي عصاهم التي لا تعصيهم في حربهم واستهدافهم لمنطقة الشرق الأوسط وتحقيق مخططاتهم المستقبلية التي تسعى إليها إسرائيل وأمريكا في المنطقة.
وبالتالي، لا يمكننا أن نصدق أي مواجهة يمكن أن تكون بينهم، وإن افترضنا وخابت ظنوننا وصحت تلك الحرب، وافترضنا أن تكون هناك مواجهات إيرانية وإسرائيلية، فإن إيران كعادتها ستوكل لوكلائها في المنطقة أن يحاربوا بدلاً عنها وهو ما يحدث حاليًا وحدث فيما مضى سواء في اليمن أو سوريا أو العراق ولبنان.
لا تنتظروا أي حرب أو مواجهات مباشرة بين إيران من جهة وأمريكا وإسرائيل من جهة أخرى، ولكن يمكن أن يحدث شيء عبر وكلائهم بالمنطقة دونما اكتراث بالشعوب العربية ودماء أبنائها..
وبالأخير تظل إيران هي إيران المستأذنة وعصا الغرب الذي ما تعصيه في المنطقة.