كما يعلم الجميع، وعبر سنوات تمكنت الجماعة السلالية وعبر جهلائها ومتطرفيها من تدمير التعليم العام المدرسي والجامعي في أماكن سيطرتها في اليمن، وجففت كل إمكانياته المادية التي سخرتها الدولة اليمنية مجانا للمواطنين خلال سنوات ما بعد الثورة اليمنية المجيدة 1962.
بعد أن تم لهم الأمر، وتمكنوا من دفع كثير من الأطفال والشباب من المدارس والجامعات إلى معسكراتهم الطائفية وأماكن مجهولة لتلقينهم دورات مذهبية لتسميم عقولهم وتفخيخ أحلامهم، ها هم اليوم يسخرون مليارات الريالات من الأموال المنهوبة للقضاء التام على جيل بعد جيل، وتحويل اليمن إلى غابة سوداء تُصنع المقاتلين وتجهز المتطرفين للإجهاز على بقايا الدولة اليمنية، والاستعداد لجولات حرب طائفية ضد دول الجوار.
نحن مقبلون على فترة عصيبة من التطرف والعنصرية والتجهيل، يقودها جيل جديد من المتطرفين؛ الذين لم يعرفوا إلا خرافات هاشمية ومرويات فارسية، ومعتقدات طائفية، وأكاذيب مذهبية.
أجيال قادمة تربت وتدربت في معسكرات الموت والتطييف والمذهبة، لم يجدوا أمامهم إلا ملازم الجهل الحوثية، وقات ودخان وبردقان مخلوط بمخدرات إيرانية، وكم هائل من زوامل وشعارات لعن وموت وحرب، تشجعهم على الموت والقتل والتدمير، والحب الأعمى لقيادات السلالة.
الجميع مسئول عما يجري من تدمير لأطفال اليمن، بدءًا بأولياء أمور الأطفال الذين تستهدفهم مخالب الرسية، مرورا بالحكومة اليمنية وإخواننا في السعودية، حتى المجتمع الدولي، فغدًا سيتحول اليمن إلى بركان يصدر حمم الموت إلى كل العالم، وسيصل شرر التطرف هناك إلى الجميع ما لم يتم تدارك الأمر، وإن كنا متأخرين.
مؤسف ما يجري في اليمن.
من صفحة الكاتب على إكس