د. عبدالوهاب طواف
العصيمات ورداع: ثأرات أرهقت القبائل!
عادت الإمامة وتبعها الفقر والقهر والجوع، وعادت معها الأمراض الستة القاتلة، التي كانت قد نجحت الحكومة اليمنية بمكافحتها واجتثاثها من اليمن قبل نكبة المسيرة الرسية.
إضافة إلى التجويع والإفقار والتجهيل، تستخدم الإمامة الرسية ضد اليمنيين سلاح زرع الثأرات بين القبائل والإسهام بإشعالها وتأجيج نيرانها، فهذه السياسة تضمن بها تشتت قوة القبائل، وتفرقهم، وانشغالهم بثأراتهم عن الدولة وخدماتها، وعن التعليم والتجارة.
قبائل رداع البطلة والكريمة من أكثر القبائل معاناة من جرائم الثأر عبر الزمن، ولكن الثأرات اليوم صارت مدعومة وسياسة ثابتة للمسيرة السلالية بتشجيع هذه الجرائم، والسكوت عنها، ما لم تمس نيرانها بيوت السلالة هناك، وقد رأينا مؤخرا قيامهم بتفجير عدة بيوت على ساكنيها، عندما مست الثأرات قيادياً منها، وخرجت من نطاقها بين القبائل إلى نطاق الأسر السلالية.
قبائل العصيمات الأخرى، وهم من أبطال اليمن وشوامخه، قدمت قوافل من الشهداء ضد التمرد الحوثي خلال ست حروب دعماً للدولة، وكانوا في مقدمة قوافل أبطال اليمن الذين كسروا قرن الإمامة في منبته قبل سقوط النظام عام 2011. ولأن العصيمات لم ينخرطوا كبقية بعض القبائل في حروب السلالة الرسية ضد أبناء اليمن، فقد عملت السلالة على تشجيع الثارات بينهم والسكوت عنها، ولذا لا يكاد يمر يوم إلا ونسمع عن حادثة قتل أو ثأر جديدة هناك، ولا حركة أو تدخل للسلاليين لتوقيفها.
مشرف الحوثة المغتصب لمنصب مدير مديرية حوث لا يحرك ساكنا أمام تزايد تلك الجرائم بين قبائل العصيمات، التي تعدت خلال خمس سنوات الخمسمائة قتيل، وصار دوره فقط بتمحور حول استثمار مجالس العزاء بعد جرائم القتل، للحضور للخطابة عن فضائل المسيرة الرسية، وقداسات بني هاشم على اليمنيين، وعن نجاحات الصرخة في دك عروش زيمبابوي وزامبيا.
كل يوم يسقط شاب من شباب العصيمات في قضايا ثأر، وهناك من يسقط بالانتحار جراء اليأس والجوع والحرمان، وبسبب القهر من تسيد حثالات الأرض على شوامخها وقادتها.
دعوتي لكل القبائل اليمنية، صونوا دماءكم، وحافظوا على أعراضكم، فهناك من يسعى لنحر رقابكم جميعا، وتحويلكم إلى مجرد أشباح تعيش تحت الأرض وعلى قمم الجبال، بينما تتنعم السلالة بدولتكم وخيرات أرضكم.
والله المستعان، والمعين.
من صفحة الكاتب على إكس