خالد سلمان

خالد سلمان

تابعنى على

اليمن مزرعة إيرانية

Saturday 25 May 2024 الساعة 05:37 pm

استهداف الحوثي لثلاث سفن في البحار الثلاثة: الأحمر، العربي والبحر المتوسط، إقرار صريح بمضي الجماعة خارج الجهود التي تُبذل، لإعادة ترتيب أوضاعها، ومحاولات إخراجها من وضع المليشيا إلى الجماعة السياسية، ومن مخلب قط للأجنبي، إلى صاحبة قرار مستقل تعمل من أجل استقرار ونماء اليمن. 

الحوثي يمضي ضد التيار الإقليمي والدولي المنفتحين على تسوية سياسية أحد أبرز مكوناتها صنعاء، وهو انفتاح يخدم الحوثي بما يضفيه عليه من شرعية مفقودة، وتمكين لحكم اليمن يناله بالسياسة وصفقات التفاوض ويوفر عليه جهد ونزف الحرب.  

النفس الطويل في التعاطي مع ظاهرة مليشاوية، وإلباسها صفة الدولة، لن يطرح حلاً سياسياً توافقياً، أو حتى مختلاً لصالح الحوثي، بل يدفع الجماعة نحو مزيد من التصلب، لا لأنها تريد ذلك، بل لأن إيران لم تر أن التهدئة قد حانت، وأن المعروض عليها في مفاوضات القنوات الخلفية مع الإمريكان، لم تحقق جميع المطالب الإيرانية، وأن هناك الكثير من الفواتير والملفات التي ما زالت عالقة بين الطرفين في المنتصف.  

الإقليم وإن قدم كل اليمن على طاولة الحوثي ليبتلعه منفرداً، والسعودية وإن ألغت كل شركاتها من جدول أعمال التفاوض وخفضت الحصص، فإن الحوثي لن يتعاطى معها إيجابياً، ما لم تأته إشارة من طهران مفادها: قف، اجنح للسلم، خفض التصعيد، انخرط في مسارات التسوية، لقد تقاضينا الثمن. 

من يريد أن يعرف إلى أين يقود الحوثي اليمن، وإلى أين يمضي بمغامراته المتطرفة، عليه أن يطرق باب إيران ويفتش في ملفاتها، ما الذي تحقق وما الذي قيد الإنجاز المحمول على صواريخ الحوثي، أو بالأصح صواريخ طهران المؤجرة لصنعاء، وأينما ذهبت فلن تجد نفسك واستنتاجاتك خارج هذا العنوان: اليمن مزرعة إيرانية.

من صفحة الكاتب على إكس