مصطفى ناجي
معادلة الشرف والمشروفية في التاريخ اليمني
الاختصار المخزي لدور الزعامات القبلية اليمنية في توطيد دولة الأئمة باعتباره انسحاقا تاريخيا من وجهاء اليمن تجاه وجهاء المذهب السياسي "الزيدية" والقادمين من خارج الأرض اليمنية هو جهل بالعلاقات الاجتماعية ما قبل الدولة الوطنية في إطار الإمبراطورية الإسلامية وجهل أكبر بدور الدين في بناء المجتمع.
ثم إن العلاقة لم تكن بهذا الوضوح بين مهيمن وخاضع (الأحصب). لنأخذ مثالا على ذلك الحالة السياسية في جزء من اليمن خلال القرن العشرين:
في الصراع بين الزعامات الدينية "الإمام" والزعامات القبلية "المشايخ والقضاة" انتصرت الزعامات القبلية.
بل إن البناء الهرمي في الفضاء التاريخيّ اليمني لمدة الف عام على الاقل لم يكن متماثلا في عموم هذه الأرض اليمنية.
معادلة الشرف والمشروفية كانت متغيرة وفقا لدالة مكانية (المقرمي). في المدينة تهيمن الطبقة الحاكمة الممسكة بزمام السلطة الدينية والدنيوية. كانوا قبل الإسلام كهنة وأصبحوا بعد الإسلام وفي عهد الأئمة هواشم.
لكنه في غير المدينة يتحول الشرف إلى نظير للقتال (الشرجبي وآخرون) ولذا يحصل الهاشمي على مكانة مستجير حتى إن مفردة السيد في بعض التخوم الصحراوية اليمنية تحمل دلالات مقذعة "مقذي".
هذا إذا نحينا جانبا المسألة الاقتصادية وراء العلاقة النفعية بين الزعامات المحلية وحراس التدين.
قبليا تقيدت الحرب ومن ورائها النهب. كانت الحروب المذهبية هي المفتاح العملي للنهب المنظم والمحطم للقيود القبلية.
كان الإمام يمنح صكوك الحرب والنهب ويشرعنها للقبائل.
من صفحة الكاتب على إكس