هناك أطراف وأشخاص في الشرعية لا تعنيهم هذه الحرب ولا كأنها ستحدد مصير البلاد. لذا لا تفرق معهم أن يكونوا في هذا المعسكر أو ذاك. حتى وإن تولوا مناصب حساسة عسكرية أو مدنية خصوصا المناصب الاقتصادية.
كأن يذهب عثمان الحدي لقضاء إجازة العيد في مناطق الحوثي ثم يعود ليفاوض من طرف الشرعية ويقترح قرارات وإجراءات اقتصادية هي من صميم الحرب ومادتها الأولى.
صَعُب على الحدي أن يتحمل تبعات الحرب على الصعيد العائلي وأن يفارق بني عمه وقريته. ويتخلف عن الأعراس.
لكن الجندي الضايع في حرض أو البقع والمغيب عن أهله لسنوات عليه أن يصبر ويتشرد ويموت.
يرى الحدي نفسه يعمل في شركة قطاع خاص في محل تجاري أو بقالة. أكثر ما سيواجهه من مخاطر هو دفع مزيد من الإتاوات وبتحوقل قليل وانتهى الأمر.
غريب هذا الاسترخاء بينما الحوثي لا يفوت فرصة إلا واستغلها ولا يرحم أي خصم له.
إما أن الحدي ومثله كثر بلا وعي ولا حس أمني أو أنهم قد تأثروا بأدبيات المنظمات الدولية وصدقوها أنهم محايدون ولا يعتبرون مما يفعله الحوثي بموظفي المنظمات نفسها.
أو أن هناك في الأمر شيئا خفيا.
هذه الخفة هي مصدر قوة الحوثي نكبات البلاد. هذا التراخي مميت وقاتل لمستقبل اليمن.
يمكننا الآن فهم كيف ذهبت أربع طائرات دفعة واحدة إلى الحوثي لأن عقلية الشرعية مسترخية وأقل من أن تعي المخاطر.
وبالتأكيد لن يتغير شيء وغداً سيحضر الحدي ومثله في أولى الصفوف للتفاوض مع الحوثي.
من صفحة الكاتب على إكس