كامل الخوداني

كامل الخوداني

تابعنى على

صالح.. حين امتزجت البطولة بالمكان فصار الوطن منزله

منذ 3 ساعات و 52 دقيقة

لسنا مزوري تاريخ ولا يحتاج الأبطال لسرديات أماكن غير صحيحة لإثبات حقيفة موتهم البطولي، هو تاريخ وتاريخ مشرف واقعي وبطولي لا ينقص من حقيقة شموخ لحظاته الأخيرة شيء وعليكم توجيه الشكر لأسرة صالح والتي حتى في سردياتها للتاريخ تعلم الجميع أخلاق الفرسان ليس فقط في معاركهم بل وفي أحاديثهم. أهون عليهم تشكيك البعض في بطولاتهم من تجميل أنفسهم بسرديات مزورة لا يكذبوا فليس هناك ماهو عار وليس هناك ما يغير حقيقة الثبات والشموخ منذ الطلقة الأولى وحتى والطعنة الأخيرة. 

رفض الزعيم صالح ورفيقه الأمين عروض المغادرة المقدمة إليهم من سلطنة عمان ولخروج الأمن خارج اليمن وقالوا نموت واقفين في بلادنا على المغادرة. 

رفضوا عروض الوساطات مغادرة مقاتليهم وتسليم بواباتهم وحمايتهم وحراساتهم لمقاتلي الحوثي فردوا بل الموت بشموخ. 

قاتلوا حتى نفذت ذخائرهم وأشتد خناق الحصار حولهم.

لماذا البعض لم يهتم لهذه السردية التي تؤكد ثباتهم وقتالهم حتى أخر لحظة ورفضهم كل وساطات الإستسلام بينما ركزوا إهتمامهم كله على مكان الإستشهاد.. 

لم يغادرو صالح ورفافه مسرح عمليات المعركة فصنعاء وكل المناطق التي حولها مسرح عمليات من منزل صالح بالثنية إلى منزله بحصن عفاش ولم تنتهي معركتهم هاربين بل مستبعدلين موقع قتال بموقع أخر. 

خرج صالح من منزله المحاصر بالثنية ليستكمل معركته من موقع قتال أخر منزله بسنحان.

إنها معركة كرامة. قرر فرسانها تغيير مكان تمترسهم لمكان أكبر مساحة وأكثر مؤنة وعتاد.

لو أرادو الهروب لوافقوا عروض المغادرة الأمنة ولو كان هناك ما يغير حقيقة الموت في ساحة المعركة بشموخ ما سرد احداثها الأخيرة مدين صالح ولأكتفي بشردياتها السابقة ولن يكذبه أحد.. لكنه التاريخ ولا عار يخشى ولا خقيفة تغير.

في معركة "ترموبيل وجه  الملك ليونيداس والثلاثمائة فارس معركتهم من شوارع أسبرطة إلى مداخل جبالها ليخلد التاريخ أسطورة صمودهم أمام مليون جندي فارسي حتى الموت ورغم الهزيمة التي لحقت بليونيداس وفرسانه وموتهم جميعاً إلا أن التاريخ نحت اسمائهم واسم ممر ترموبيلا لا إسم خشايارشا وجيشه الجرار حتى بعد إحراقهم لروما. 

نعم أستشهد على عبدالله صالح في منزله ولقد كانت اليمن كلها منزله. ومابين منزله بالثنية ومنزله بحصن عفاش طريق من نار ورصاص وألف مقاتل، لم يرفع بها يديه إلى أعلى ولم يضع خلال معاركها بندقيته على الأرض..

لا شيء تغير.

ولا عار يخفى. والتاريخ يكتب والأجيال من تخلد الأسماء وتنحت للأبطال تماثيل الشرف.

هو تاريخنا الذي نعتز به، ويعتز به كل يمني.. تاريخ أخر الساموراي  العظماء.

.... 

#علي_عبدالله_صالح_المعركة_الأخيرة

من صفحة الكاتب على منصة إكس