حسين الوادعي

حسين الوادعي

تابعنى على

عندما تستثمر المليشيا الموت!

منذ 3 ساعات و 55 دقيقة

من التعبيرات القبيحة أن يقال إن فلانًا “قدّم أولاده شهداء من أجل الوطن أو من أجل القضية”. الأولاد ليسوا “شوال بطاطا” في ملكية الأم أو الأب يقدّمونه متى يشاؤون ليستثمرونه كرصيد سياسي وأخلاقي.

مسألة أن تقرر متى يموت ابنك وكيف يموت هي ذروة الاحتقار للحياة الإنسانية والحرية الإنسانية. وإذا قرر شخص ما أن يقدّم حياته ثمنًا لقضية، فهذا القرار يجب أن يكون قراره هو، ولا يمكن أن يتحوّل إلى عوائد مجزية أو رصيد استثماري للأب أو للعائلة.

الكارثة أكبر عندما يتحوّل “شهداء” القضايا إلى رصيد استثماري للحزب أو الميليشيا، وعندما تعتقد الميليشيا انها تمتلك قرار موت ملايين المواطنين الذين وقعوا تحت نفوذها.

فتتفاخر الميليشيا بأنها قدّمت آلاف الضحايا “قرابين” للوطن أو للقضية. ولأن الميليشيا أمّمت حق الحياة وامتلكته، وصارت تقرر من يموت وكم يموت وكيف ومتى يموت، فهي وحدها من تحوِّل هؤلاء القتلى إلى رصيد سياسي في بنوك الدم الخاصة بها. فإذا طالبتهم بتوقيف آلة الموت، اتهموك بأنك تستخفّ بمئات أو آلاف القتلى الذين قدّموهم قربانًا “رخيصًا” من أجل الوطن/القضية، وأنه لا حل ولا طريق لاحترام دمائهم ألا سفك المزيد من الدماء!

حتى حياتك الجائعة الفقيرة لا تعود ملكك في زمن الميليشيات، فأنت لا تملك حق الحياة كما تشاء، ولا حتى حق الموت كما تشاء.

من صفحة الكاتب على منصة إكس