كامل الخوداني

كامل الخوداني

تابعنى على

وجهان لعدو واحد.. صهيوني وفارسي يذبحان الأمة بسكين واحدة

Wednesday 10 September 2025 الساعة 11:52 am

سقطت سيادة قطر بنظر إسرائيل عند سقوط أول صاروخ إيراني على أراضيها، ومروره مرور الكرام، بحجة استهداف القصف لقاعدة عسكرية تابعة لدولة أخرى، وليس انتهاك أراضي دولة ذات سيادة.

إيران، وتاريخياً وفي كل المراحل، كانت اليد الطولى في فتح أبواب منافذ العبور الإسرائيلي نحو الدول العربية:

فتحت لها أبواب تدمير غزة.

فتحت لها أبواب قصف سوريا والتوغل في أراضيها.

فتحت لها أبواب دخول لبنان وقصفه.

فتحت لها أبواب قصف اليمن.

وأخيراً فتحت لها أبواب انتهاك سيادة قطر.

تذهب إيران أولاً، وتتبعها إسرائيل لاحقاً، وكأنما تكفلت بمهمة فتح أبواب العبور أمامها.

ليس شرطاً أن يكون هناك اتفاق؛ فكثير من الأوقات يمنحك العدو الأحمق، صاحب المشروع الأيديولوجي والعقائدي العابر للحدود، بحماقاته خدمات لتحقيق مشروعك لا يمكن لك الحصول عليها عبر أي اتفاق.

أما البلدان التي تقبل بتحويل أراضيها إلى "كوافير تجميل" أو "مكب نفايات قضايا"، فليست أكثر من شركة تنظيف متعددة الجنسيات، لا بلد صاحبة سيادة.

ما بين حد شفرات سكين أحقر عدوين؛ صهيوني وفارسي بوجه إجرامي واحد، وطموحات توسعية، وأيديولوجيات عقائدية، ومشاريع بسط نفوذ وهيمنة واحدة، تُسلَخ جلودنا نحن العرب.

وفقط يتميز ما يسمى بمحور المقاومة وجماعات الإسلام السياسي المتاجرة بالقضايا القومية والعربية والدينية، ومظلوميات الآخرين ودمائهم، بأقذر استغلال وأنجس متاجرة. ولأجل أيديولوجياتها ومشاريعها، لا من أجل عدالة القضية.

وهذه المتاجرة أحد أسباب ذبح الأمة وتمزيق قضاياها، وأكثر أسباب رخص دمائها وأرواحها، وأكبر عوامل تفرقها وتمزيقها. وكأنما وُجدوا لخدمة إسرائيل ومشروعها، لا لخدمة من يدّعون مناصرتهم، ولا من أجل قضية من يدّعون الانتماء لها.

وحسبنا الله ونعم الوكيل.

من صفحة الكاتب على منصة إكس