الرجل الذي رثيته صامتاً، وبكيته بنحيب صارخ.
كنت في صنعاء حين قرأت خبر إصابة القائد.
الأصدقاء في فيسبوك يتناقلون الخبر، وأنا أحاول تكذيبه.
شخص مقرب منه قال لي إن وضعه صعب للغاية؛ صعب كوضع اليمن، ووضع الحالمين بعده.
ساعات فقط، وبكل أسف، جاء خبر رحيله.
هذه الأرض تأكل العظماء باكراً في الأغلب.
كتبت منشوراً طويلاً قبل أن ينصحني صديق بحذفه خوفاً عليّ وأنا في صنعاء.
حذفته، وودعته صامتاً، لكنني بكيته بنحيب لم أبكه على رجل من قبل.
في تشييع جنازته الأسطورية كان الناس يتدفقون كسيل جارف.
جاءوا من كل مكان؛ أناس بسطاء وحالمون كعدنان.
وحينها لم أجد من جديد غير البكاء.
كنت في صنعاء، وكنت أيضاً خائفاً.
ليست بيني وبينه علاقة شخصية، لكنني وغيري من حاضري تلك الجنازة، وساكبي الدموع، والمخذولين برحيله، بيننا وبين القائد هدف واحد، حلم مشترك، وانتماء متجذر لهذه الأرض، ووجوه قرويين عصرتهم الحياة فأخرجت منهم المحبة دون تمييز لأحد عن أحد.
كان ذاك الرجل الصلب أباً رؤوفاً بأفراده قبل أن يكون قائداً للمعركة.
كان بسيطاً وهو الكبير، مثقفاً وهو العسكري المنضبط، قدوة وهو الغارق بين هموم الناس دون ضجة.
وكان ثاني اثنين، مع الراحل عبدالرقيب عبدالوهاب، من القادة العسكريين الذين لم تُنجب الجمهورية شبيهاً لهما في تعز على الأقل.
أحتفظ لعدنان بقصص فاخرة عدة تجعلني أبكيه كل مرة حتى اللحظة.
وأراهن على السنوات القادمة لتكتشفوا جميعاً أي خسارة حلت بنا برحيل هذا القائد.
من صفحة الكاتب على الفيسبوك
>
