في هذه المرحلة الحساسة.. ركزوا على خطابكم الإعلامي.. على المحللين العسكريين السعوديين السطحيين.. الذين يسقطون في خطاب يستفز اليمنيين وينبش في اختلافاتهم وتوجهاتهم.. ويتكلم عن القوات السعودية التي تخوض المعركة ميدانياً.. فيعطي بهذا قوة للحوثي في معركته وفي خطابه الإعلامي.
دعوها، إنها معركة اليمنيين وبقيادة اليمنيين.. وأنتم تدعمون القادة العسكريين اليمنيين لدحر الحوثي.. لا أن قيادة عسكرية سعودية ميدانية تقود المعارك.
صحيح هنالك اختلاف في أوساط اليمنيين الذين يقاتلون الحوثي، وهذا الخلاف لا يخصكم.. والوقت ليس مناسباً لذكره.. ولا ينبغي أن يتطرق أي محلل أو إعلامي سعودي لتفاصيل هذا الخلاف.
أحد أسباب خسارتكم أنتم والشرعية للمعركة ضد الحوثي للسنوات السابقة.. هو هذه الأخطاء والأساليب الاستفزازية التي جعلت الكثير من القوى السياسية والاجتماعية تنضم مضطرة لتقاتل مع الحوثي.. فلعليكم أن تراجعوا هذه الأخطاء، ولا تكونوا سبباً لخسارة ما قد بدأ يتبلور من نصر.
في ساعات سابقة كانت قد وجهت مذيعة العربية سؤالاً لإعلامي يمني من أبناء الحديدة.. ومن أبناء المناطق التي تجري فيها المعارك.. عن سبب الانتصارات اليوم.. بينما ظلت فترة متجمدة عن إحراز أي تقدم.. أجاب صاحبنا بمنطق سياسي وموضوعية.. أن من أهم الأسباب هو العميد طارق صالح.. وهكذا أجاب العديد من المحللين والخبراء العسكريين على نفس القناة وقنوات أخرى.
في الساعة التالية يتوجه السؤال إلى محلل عسكري سعودي.. فيجيب أن سبب ذلك هو قوة الجيش السعودي والفرق السعودية المدربة التي تخوض المعركة والانهيارات داخل صف الحوثيين.. وتطرق لتفاصيل الاختلافات داخل القادة العسكريين والقوى التي تقاتل الحوثيين.. ليجعل من نفسه حاكماً ومقيماً لهذا الخلاف.
الأعزاء في قناة العربية..
غيروا مثل هؤلاء المحللين السطحيين وغير الأكفاء.. وطوروا خطابكم الإعلامي والسياسي فيما يواكب المرحلة وحساسيتها.. واتركوا هذا العبث، وإعادة تكرار الأخطاء واستفزاز اليمنيين.
اليمني البسيط إنسان ذكي وحسّاس وصادق المشاعر ويغار على كرامته ولا يهمه أن يدفع ثمناً كبيراً في سبيلها.. ولا يشبه الكثير من السياسيين الذين في فنادقكم.
لذا، عليكم بأن تضعوا في الحسبان الاعتبارات المطلوبة لكل هذا..
أرجو أن تصلكم الرسالة بأسرع ما يمكن، وأن يتغير الأمر في زمن قياسي.. ولكم الشكر.