ما الذي سيخسره وفدا المفاوضات اليمنية في حال فشلت المشاورات الجارية في ستوكهولم؟
لا شيء!
سيعود وفد الحكومة الشرعية إلى فنادقهم في الرياض ولديهم باب واسع للرزق، ولن يكون أحدهم مضطراً لتصعير خده للناس في انتظار تشافي البلد من عثرته.
وسيعود الانقلابيون إلى صنعاء ولديهم، في سلطة الأمر الواقع، باب وسيع للتكسب والرزق والتحكم بمصائر الناس بقوة السلاح ولن يكون أحدهم مضطراً لرهن ساعة يده عند البقال، في انتظار عودة الصحة إلى جسد اليمن العليل.
الضحية بين الطرفين الشابعين هو المواطن اليمني الذي تقفلت في وجهه كل الأبواب، وتعفرت عليه كل الصعاليك وعيال السوق.
وأما ما الذي سيكسبه طرفا التفاوض إذا هداهما الله في ستوكهولم ووقعا رجال وأنجزا لشعبهما الغلبان اتفاق سلام ينهي حالة الحرب التي أكلت الأخضر اليابس؟ والله ما لي علم أيش ممكن يكسبوا وما عنديش أي تصور لحجم الفائدة الشخصية المرجوة من اتفاق السلام بالنسبة إلى ناس كان أغلبهم من قبل يعيشون في الهامش وأصبحوا اليوم نجوم شابعين ولا يعنيهم سلام ولا هدار فاضي.
مشكلة هذه الحرب أنها ليست حرباً مدمرة فقط، بل إنها باب وسيع للتكسب والاتجار والجاه والنفوذ والهيلمان، وما فيش بين وفدي المفاوضات حتى واحد خسران أو تضررت مصالحه أو أصبح بين الناس طفران يضرب القملة بصميل عشان يكون حريص على إنهائها وإنجاز اتفاق سلام محترم.