في استكهولم يتم تصفية "الشرعية"، عن طيب خاطر.
للأسف تتم التصفية باتجاه مشروع أسوأ، تماماً كما حدث في 2012، حين هيكلوا الجيش مخالفة لنصوص المبادرة التي نصت على أن ذلك للحوار الوطني وليس للرئيس الانتقالي.
لكنهم، نفس المجتمعين الآن في السويد، شتتوا الجيش وغرقوا في ندوات فندقية لا أيدي لها ولا أقدام ولا أظافر ولا أنياب.
انهار الجيش بالهيكلة، وفيما كان هادي يرفع "الدفتر الملون" الذي أعده الدكتور أحمد بن مبارك وفريقه "الكيوت"، كان لصوص عبدالملك الحوثي يتفيدون "الخمري"، ويستعدون للفرقة الأولى في طريقهم إلى دار الرئاسة.
سيطر الحوثي على السلاح، وهادي يرفع "البوك"، وجمال بن عمر يصفق للجميع، ويستعد لإصدار كتابه عن أروع تجربة تحول في الشرق الأوسط..
اليوم في السويد، يتحاور القاتل صاحب والهارب.
ويتجادل من نهب السلاح وقاتل به، والهارب الذي خرج ما معه إلا "بوك ملون" أبو ألف صفحة.
ويخوضون نقاشات كتابية لا تودي ولا تجيب، ويتحرك جريفيث مستحضراً تجربة تكثر سوءاً من الموفنبيك.
وأطراف السلاح كل حامل بندقه، فلم يعد الحوثي وحده المسلح، بل صار الطرف الطائفي، وفي حالة انحسار ومستعد "يستخدم الريوس" الذي كان يقول إنه عطله.
لن تقبل الشرعية بالحوثي، ولكن أداء السويد يظهرها مهمومة بالعالم الذي هي من ضخّمت دوره من 2012، مع أن العالم لو بيده شيء كان نفع العراق وقد فيها حكومات وبرلمان.. أو سوريا، أو حتى لبنان.
العالم أقصى ما فعله لليمن، إعلان العقوبات النظرية التي لا ودّت ولا جابت.
ولولا سلمان وابن زايد، أن الحوثي يلغم البحر العربي الآن ولا يفاوض على الخروج من البحر الأحمر، فيما العالم يعبّر عن قلقه ويناشد.
نقطة الوجع الحقيقية هي في أن الحوثي وكيل جيد لطرف سيئ وهو إيران، فيما شرعيتنا حليف سيئ لتحالف لن أقول إنه جيد، بل مشروعه جيد لأن هذه منطقته وهو يدافع عنها، بالعكس من إيران التي تستخدم حتى السويد لتمرير اتفاقاتها مع أوروبا.. اليمنيون ليسوا عندها شيئاً سوى شوكة توجع بها منطقتهم العربية.
السويد، هدفها مزيداً من تهشيم العلاقة بين التحالف والشرعية، وهذا أكبر مخاطرها، أما السلام وكل البلاغات والبيانات التي تُقال، تذكروا جمال بن عمر وتصريحاته، وستعرفون أنها لاشيء.. مجرد ندوات فندقية..