الكل بات على قناعة تامة بأن السلام في اليمن لن يتحقق بوجود جماعات مسلحة، تعمل بدساتير طائفية أو مذهبية أو مناطقية داخل الدولة.
الدولة بشكلها الاتحادي هي مركب النجاة للجميع؛ وهي من ستُمكن كل منطقة جغرافية بحكم نفسها بعيداً عن هيمنة العاصمة السياسية؛ وكذلك بالدولة الاتحادية ستتلاشى حالات الابتزاز التي يمارسها البعض على الحاكم في صنعاء باسم المناطقية لجني منافع شخصية.
بالطبع لن يتأتى للقوى السياسية في اليمن بناء دولة اتحادية قبل استعادة الدولة الحالية، من قبضة جماعة الحوثي المسلحة.
من الحديدة ستُستعاد الدولة سواءً بالسلم أو الحرب؛ والكل يتمنى الخيار السلمي.
وأعتقد أن المجتمع الدولي جاد هذه المرة ومُجمع على تحرير اليمن من قبضة مليشيات الحوثي؛ ولن يسمح بإفشال مساعيه الأخيرة التي بذلها في ستوكهولم.
الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وقفوا حائلاً أمام تطهير الحديدة عسكرياً، وألتزموا للحكومة اليمنية ولدول التحالف بحل المسألة سلمياً؛ وهناك توجه دولي -حسب اعتقادي- بتفكيك كل الجماعات المسلحة في المنطقة العربية.
اليوم المبعوث الأممي غريفيث والجنرال باتريك يعملان بفهم عال وإدراك عميق بأساليب الحوثه وخِدعهم؛ وبالتالي صارت تحركات الحوثيين ووعودهم ومناوراتهم تخضع لمجهر كبير لاختبارها وتحليلها قبل التعاطي معها؛ وبالتالي هناك استعداد وجهوزية عالية لمواجهة ألاعيبهم وكذبهم، بما يحمي ويصون ويحافظ على الاتفاق.
اتفاق ستوكهولم وُضع في إطار محكوم بضوابط زمنية وجغرافية؛ لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه؛ ولا مجال هنا للتلاعب والمماطلة.
وكما أن الفضل يعود لتضحيات القوات المسلحة في الساحل الغربي لإرغام الحوثيين بالقبول بتسليم مدينة الحديدة ومرافقها سلمياً؛ فإن تلك القوات مازالت على أُهبة الاستعداد لفرض السلام بالقوة في المدينة وما وراءها.
وعليه فإن نجحت الأمم المتحدة في استعادة الدولة فخيرا وبركة، ما لم فالجيش سيواصل إنجاز مهمته وإن طالت؛ لأنه لا خيار آخر أمام الشعب اليمني.
بقية الجبهات في وضع قتالي ممتاز؛ وهناك تجهيزات ضخمة وصلت لكل الجبهات؛ وهذا برأيي هو الطريق الوحيد الذي سيُجبر الحوثي بالقبول بترك سلاحه وإعادة مانهبه من مؤسسات الدولة؛ فالحوثي لن يمضي إلى السلام إلا بعد أن يتأكد أن لا نجاة له إلا بترك السلاح.
نسأل الله حُسن المخرج وسلامة الخاتمة.
* سفير اليمن السابق لدی سوريا