كامل الخوداني
ما الذي تبقى لليمنيين ليفاوضوا من أجله؟!
لم تترك عصابة الحوثي لليمنيين شيئاً كي يفاوضوا لأجله، لقد دمرت كل شيء، انتهكت كل شيء، ومستمرة في تدمير وانتهاك ما تبقى.
دمرت عصابة الحوثيين مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية ووزعتها ما بين مشرفيها وأتباعها كوراثة يتقاسمها الأبناء والأحفاد.
نهبت مقدرات البلد وسيطرت على كافة مواردهِ، وحولت قطاعتهُ العامة ومؤسساتهِ إلى قطاعات ومؤسسات خاصة موزعة على أسر معينة، على طريقة أنت حته وأنا حته.
دمرت التعليم بكافة قطاعاته ابتداءً من الابتدائي وحتى التعليم العالي والمهني، حتى أصبح الطالب ملزماً الإجابة على أسئلة الامتحانات التي تطالبه بذكر خصال وفضائل مسيرتهم الشيطانية وصفات قائد مسيرتهم الدجال في حال أراد النجاح، بينما تحولت معظم المدارس والجامعات الخاصة لمراكز إقامة الدورات الثقافية المستوحاة من ملازم الهالك المؤسس لمسيرتهم الجهنمية.
دمرت المساجد والجوامع حتى أصبحت خاوية على عروشها ليحولها بعض المشرفين إلى دواوين مقيل ترفع فيها الصرخة بدلاً من الأذان، ويذكر فيها اسم عبدالملك الحوثي بدلاً من ذكر الله.
دمرت النسيج الاجتماعي، وزرعت البغضاء والعداء بين اليمنيين، ورفعت شعار نحن الاسياد وأنتم العبيد، ونساؤنا الشرائف ونساؤكم العاهرات.. وما هو رديف السيد أليس العبد ورديف الشريفة أليس العاهرة؟!!
دمروا آثارنا، وتاجروا بها ونهبوها وأصبح لها سماسرة من الحجم الثقيل متخصصون ببيعها وتهريبها إلى الخارج، وتدمير ما لم يستطيعوا حمله وبيعه حتى الكتب والمخطوطات، في سعي حثيث لتدمير كل ما يمت لهوية هذا البلد بصلة.
دمروا الإنسان مفرغين معظم المناطق والقرى من شبابها إلى درجة أن بعض القرى وخصوصا في مناطق قبائل عمران حجة صنعاء ذمار لم يتبق فيها إلا النساء، بينما قامت قيادات هذه العصابة بتهريب أبنائها إلى خارج اليمن يرتادون أفضل المدارس والجامعات الأمريكية... والموت لليمنيين.
دمروا الأرض، محولين معظمها إلى مقابر، حتى أصبحت المقابر في عهد سلطة عصابة الحوثي أكثر من المدارس والمستشفيات والجامعات، حتى روح الحياة بكل مدينة وقرية وشارع دمروها بصور ضحاياهم التي أصبحت تغطي كل شارع وحي وجدار، وحدها رائحة الموت تملأ كل شيء.
دمروا القيم والأعراف والأخلاق، وانتهكوا الحرمات والبيوت، حتى نساء اليمن العفيفات نالهن عهرهم وتطاولهم.
ما الذي تبقى لليمنيين يفاوضون عليه؟ وما الذي ينتظره من لا يزال يقف إلى جانب هذه العصابة الكارثة حتى يعود إليه رشده ويستوعب بأن هذه العصابة تدمر كل شيء في بلده؟ وفي حال استمرارها سوف يفيق ذات يوم ليجد نفسهُ بلا وطن وبلا هوية واولادهُ بلا مستقبل ولا حياة.
ما الذي ينتظره من لم يحمل السلاح بعد في وجه هذه العصابة؟ وما الذي تبقى لديه؟ لا شيء..
أفيقوا أيها اليمنيون وضعوا أياديكم بأيادي بعض، استعيدوا بلدكم قبل فوات الأوان.
أفيقوا وما زالت الفرصة سانحة لديكم، والعالم يقف إلى جانبكم، أفيقوا أثابكم الله..
* من صفحة الكاتب علی (الفيس بوك)